@ 69 @ .
ولما اتصل الخبر بالسلطان خرج حتى وقف عليه فعرفه وأمر بتجهيزه ودفنه فدفن مع الغرناطي أحد قواد الجيش وكان قد قتل ذلك اليوم وكان مقتل المولى أحمد رحمه الله في أواسط ذي القعدة سنة ست وتسعين وألف بعد تشغيبه على السلطان أربع عشرة سنة ثم بعد أيام خرج أهل تارودانت ليلا إلى قبر المولى أحمد فنبشوه ونبشوا قبر الغرناطي لأنه كان قد التبس عليهم به فاستخرجوهما معا حتى عرفوا المولى أحمد فحملوه في تابوته وتركوا الغرناطي على شفير قبره واستمر المولى الحران محصورا بتارودانت والحرب قائمة على ساق إلى أن دخلت سنة سبع وتسعين وألف فكانت حرب هلك فيها نحو الستمائة نفس من الجند منهم القائد زيتون والباشا حمدان وغيرهما ثم كانت حرب أخرى أعظم من الأولى ثم ثالثة كذلك هلك فيها القائد أبو زيد عبد الرحمن الروسي وتولى مكانه ابن الغرناطي واستمر الحال بها إلى جمادى الأولى من سنة ثمان وتسعين وألف فاقتحم السلطان تارودانت عنوة بالسيف واستباحها واستولى عليها وفر المولى الحران إلى حيث أمن على نفسه .
ولما اتصل خبر الفتح بأهل فاس عينوا وفدا من كبرائهم وأشرافهم وغلمائهم فقدموا على السلطان بقصد التهنئة يقدمهم ولده المولى محمد بن إسماعيل فأكرم وفادتهم وخرج أولاد النقسيس من سبتة وكانوا قد لجؤوا إليها بعد مقتل الخضر غيلان فقدموا على السلطان بعسكره من تارودانت فأمر بردهم إلى تطاوين وقتلهم بها وأمر بقتل من كان منهم مسجونا بفاس فقتلوا أجمعون رحمهم الله ثم دخلت سنة تسع وتسعين وألف فيها قفل السلطان من السوس فدخل دار ملكه مكناسة واستقر بها وبعث إلى عامل فاس أن يخرج من بها من أهل الريف إلى تارودانت بقصد عمارتها والسكنى بها وفي خامس جمادى الأولى من السنة استدعى السلطان فقهاء فاس لحضور ختم التفسير عند قاضيه أبي عبد الله المجاصي فحضروا وأكرمهم ووصلهم