@ 67 @ .
من السهل وانقطعت عنهم الميرة وقلت الأقوات خشعوا ونزل وفدهم فقدموا مكناسة على السلطان تائبين فأمنهم على شرط دفع الخيل والسلاح والاشتغال بالحرث والنتاج فدفعوها عن يد وهم صاغرون وهؤلاء هم آيت ادراسن فأعطاهم السلطان رحمه الله عشرين ألفا من الغنم ألزمهم برعايتها وحفظها وأسقط عنهم الوظائف فصلحت أحوالهم وصاروا في كل عام يدفعون صوفها وسمنها ويزيدهم الغنم إلى أن بلغ عددها ستين ألفا وقلت شوكتهم وذهب بأسهم $ فتح طنجة $ .
قد تقدم لنا أن طنجة صارت إلى جنس النجليز من يد البرتغال واستمرت بيده إلى سنة خمس وتسعين وألف فعقد السلطان المولى إسماعيل رحمه الله للقائد أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي على جيش المجاهدين ووجهه لحصار طنجة فضيقوا على من بها من النصارى وطاولوهم إلى أن ركبوا سفنهم وهربوا في البحر وتركوها خاوية على عروشها وذلك في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وألف قاله في النزهة وقال في البستان لما ضاق الأمر على النصارى الذين بطنجة وطال عليهم الحصار خربوها وهدموا أسوارها وأبراجها وركبوا سفنهم وتركوها فدخلها المسلمون من غير طعن ولا ضرب وشرع قائد المجاهدين علي بن عبد الله الريفي في بناء ما تهدم من أسوارها ومساجدها في فاتح جمادى الأولى من السنة قلت وأعقاب هذا القائد لا زالوا اليوم بطنجة وكثيرا ما تكون فيهم الرياسة هنالك .
ثم اتفق أن نشب بقرب ساحلها مركب قرصاني جاء مددا لأهل سبتة فيه أموال وبضائع فحارب المسلمون أهله عليه واحتووا على ما فيه وألزم السلطان قبيلة غمارة بجر مدافعه النحاسية إلى مكناسة وأرسل الرماة من أهل فاس لجرها أيضا فأتوا بها لأربعين يوما والله غالب على أمره