@ 62 @ .
العياشي أن ينزل بها خمسمائة فارس من إخوانه يمنعونهم النزول ببسيط تريفة والارتفاق به من حرث وغيره ثم أمر رحمه الله أن تبنى قلعة أخرى بطرف بلادهم بالعيون وينزل بها القائد المذكور خمسمائة أخرى من إخوانه أيضا وأمر أن تبنى قلعة ثالثة بطرف بلادهم على ملوية وينزل بها خمسمائة فارس كذلك وجعل للقائد العياشي المذكور النظر في القلاع الثلاث وهو بوجدة في ألف فارس فكانوا في الدفتر ألفين وخمسمائة .
ثم دخلت سنة إحدى وتسعين وألف ففي جمادى الثانية منها خرج السلطان من الحضرة في الجنود قاصدا بني يزناسن الذين تمادوا على العصيان فاقتحم عليهم جبلهم واعتسف بروعهم وانتسف زروعهم وضروعهم وحرق قراهم وقتل رجالهم وسبى ذراريهم فطلبوا الأمان فأمن بقيتهم على أن يدفعوا الخيل والسلاح التي عندهم فدفعوها من غير توقف وقاموا بدعوته جبرا عليهم ثم نزل بسيط آنكاد وحضر عنده قبائل الأحلاف وسقونه فأرجلهم من خيولهم وجردهم من سلاحهم وانتزعها منهم وألزم أشياخهم أن يجمعوا له ما بقي بحلتهم منها ففعلوا ثم فعل بالمهاية وحميان كذلك وانكفأ راجعا إلى المغرب .
ولما نزل وادي صا أمر ببناء قلعة تاوريرت التي بناها السلطان يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني فجددها وأنزل فيها مائة فارس من عبيده بعيالهم وأولادهم ولما نزل بوادي مسون أمر أن تبنى به قلعة أخرى بجوار القديمة وأنزل فيها مائة فارس من العبيد كذلك ثم أنزل بتازا ألفين وخمسمائة من خيل العبيد بعيالهم وولى عليهم منصور بن الرامي وجعل نظر القلاع التي بتازا ووادي صا للقائد منصور المذكور وعين لكل قبيلة من قبائل تلك البلاد قلعتها التي تدفع بها زكواتها وأعشارها لمؤنة العبيد وعلف خيولهم وهم حراس الطريق فمن وقع في أرضه شيء عوقب عليه قائد تلك القلعة ولما وصل السلطان إلى الكور أمر أن تبنى به قلعة أيضا وأنزل بها