@ 61 @ .
أيديهم إلى أموال الناس وزروعهم بالنهب لما مسهم من ضرر الجوع فشكا الناس ذلك إلى السلطان فأمر بقتل كل من وجد خارج المحلة فقتل في ذلك اليوم من الجيش نحو الثلاثمائة ثم أمر بجر الوزير أبي زيد عبد الرحمن المنزري لأمر نقمه عليه وقتل أصحابه بالرصاص فجر الوزير المذكور إلى فاس ومكناسة ولم يصل إليهما إلا بعض شلوه فطرح على المزبلة ووصل السلطان إلى مكناسة فاحتل بدار ملكه واقتعد أريكة عزه .
ثم دخلت سنة تسعين وألف ففي المحرم منها وقع الوباء بفاس وأعمالها فأمر السلطان العبيد أن يردوا الناس عن مكناسة فكانوا يتعرضون لهم في الطرقات بناحية سبو وسايس يردونهم عن مكناسة وكل من يأتي من ناحية القصر وفاس يقتلونه فانقطعت السبل وتعذرت المرافق .
وفي أواخر المحرم من هذه السنة أوقع جيش المسلمين بنصارى طنجة فقتلوا منهم نحو ثلاثمائة وخمسين وانتزعوا منهم قصبة بأربعة أبراج واستشهد من المسلمين نحو الخمسين رحمهم الله $ نقل زرارة والشبانات إلى وجدة وبناء القلاع بالتخوم وما تخلل ذلك $ .
وفي هذه السنة التي هي سنة تسعين وألف أمر أمير المؤمنين المولى إسماعيل رحمه الله بنقل عرب زرارة والشبانات قوم كروم الحاج من الحوز إلى وجدة لما كانوا عليه من الظلم والفساد في تلك البلاد فأنزلهم بوجدة ثغر المغرب وكتبهم في الديوان وولى عليهم أبا البقاء العياشي بن الزويعر الزراري وتقدم إليه في التضييق على بني يزناسن إذ كانوا يومئذ منحرفين عن الدولة ومتمسكين بدعوة الترك فكان زرارة والشبانات يغيرون عليهم ويمنعونهم من الحرث ببسيط آنكاد وأمر السلطان رحمه الله أن تبنى عليهم قلعة من ناحية الساحل قرينة وجدة بالموضع المعروف برفادة وأمر القائد