@ 58 @ .
ألفان ومن دكالة ألفان فأنزلهم السلطان بوجه عروس من أحواز مكناسة إلى أن بنى قصبة آدخسان فأنزل عبيد دكالة بها وأنزل عبيد تامسنا بزاوية أهل الدلاء .
ثم دخلت سنة تسع وثمانين وألف فيها غزا السلطان المولى إسماعيل صحراء السوس فبلغ آقاوطاطا وتيشيت وشنكيط وتخوم السودان فقدمت عليه وفود العرب هنالك من أهل الساحل والقبلة ومن دليم وبربوش والمغافرة وودي ومطاع وجرار وغيرهم من قبائل معقل وأدوا طاعتهم وكان في ذلك الوفد الشيخ بكار المغفري والد الحرة خناثى أم السلطان المولى عبد الله بن إسماعيل فأهدى الشيخ المذكور إلى السلطان ابنته خناثى المذكورة وكانت ذات جمال وفقه وأدب فتزوجها السلطان رحمه الله وبنى بها وجلب في هذه الغزوة من تلك الأقاليم ألفين من الحراطين بأولادهم فكساهم بمراكش وسلحهم وولى عليهم وبعث بهم إلى المحلة وقفل هو إلى حضرته من مكناسة فكان عدد ما جمع من العسكر البخاري أربعة عشر ألفا عشرة آلاف منها بمشرع الرملة وأربعة آلاف بآدخسان وما والاها من بلاد البربر ثم عفوا وتناسلوا وكثروا حتى ما مات المولى إسماعيل إلا وقد بلغ عددهم مائة وخمسين ألفا كما سيأتي إن شاء الله .
واعلم أنه قد وقع في هذه الأخبار لفظ الحرطاني ومعناه في عرف أهل المغرب العتيق وأصله الحر الثاني كأن الحر الأصلي حر أول وهذا العتيق حر ثان ثم كثر استعماله على الألسنة فقيل الحرطاني على ضرب من التخفيف .
وأما سبب تسمية هذا الجيش بعبيد البخاري فإن المولى إسماعيل رحمه الله لما جمعهم وظفر بمراده بعصبيتهم واستغنى بهم عن الانتصار بالقبائل بعضهم على بعض حمد الله تعالى وأثنى عليه وجمع أعيانهم وأحضر نسخة من صحيح البخاري وقال لهم أنا وانتم عبيد لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه المجموع في هذا الكتاب فكل ما أمر به نفعله وكل