@ 57 @ .
رأس منهم المتزوج والعزب ثم كتبهم في دفتر وبعث به إلى السلطان بمكناسة فتصفحه السلطان وأعجبه ذلك فكتب إليه يأمره بشراء الإماء للأعزاب منهم ويدفع أثمان المماليك منهم إلى ملاكهم ويكسوهم من أعشار مراكش ويأتيه بهم إلى مكناسة فاجتهد عليليش في ذلك واشترى من الإماء ماقدر عليه وجمع من الحرطانيات عددا إلى أن استوفى الغرض وكساهم وألزم القبائل بحملهم إلى الحضرة فحملوا من قبيلة إلى أخرى إلى أن وصلوا مكناسة فأعطاهم السلطان السلاح وولى عليهم قوادهم وبعث إليهم إلى الموضع المعروف بالمحلة من مشرع الرملة من أعمال سلا .
ثم بعث السلطان كاتبه أبا عبد الله محمد بن العياشي المكناسي إلى قبائل الغرب وبني حسن وأمره بجمع العبيد الذين بها فمن لا ملك لأحد عليه يأخذه مجانا ومن كان مملوكا لأحد فليعط صاحبه ثمنه ويحوزه منه فخرج ابن العياشي وطاف في تلك القبائل واستقصى كل أسود بها وكان السلطان قد كتب أيضا إلى عماله بالأمصار بأن يشتروا له العبيد والإماء من فاس ومكناسة وغيرهما من حواضر المغرب عشرة مثاقيل للعبد وعشرة مثاقيل للأمة فاستوعبوا ما وجدوا حتى لم يبق عند أحد عبد ولا أمة فاجتمع مما اشتراه العمال ثلاثة آلاف أخرى فكساهم السلطان وسلحهم وبعث بهم إلى المحلة بعد أن عين لهم قوادهم ثم أن ابن العياشي قدم بدفتر فيه ألفان من العبيد فيهم المتزوج والعزب فكتب السلطان إلى القائد أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي صاحب بلاد الهبط أن يشتري للأعزاب منهم الإماء ويكسوهم ويعطيهم السلاح من تطاوين ويعين لهم قوادهم ويبعث بهم إلى المحلة فصار المجموع ثمانية آلاف وهذا العدد هو الذي نزل أولا بها .
ثم ألزم السلطان قبائل تامسنا ودكالة أن يأتوا بعبيد المخزن الذين عندهم فلم يسعهم إلا الامتثال فجمعوا كل عبد في بلادهم وزادوا بالشراء من عندهم وأعطوهم الخيل والسلاح وكسوهم وبعثوا بهم إليه فمن تامسنا