@ 52 @ .
إلى خيمتك فاقدم علي إلى مراكش وأوصى به من يوصله إليه ثم بعد أيام قدم أبو الشفرة على السلطان فكساه وحمله وبعث معه خيلا يجمع بها إخوانه من قبائل الحوز فجمع من وجد منهم وجاء بهم إلى السلطان فأثبتهم في الديوان وكساهم وحملهم ثم نقلهم بحلتهم إلى مكناسة الزيتون دار الملك ومقر الخلافة .
ثم دخل نجع آخر بعدهم فأثبتهم في الديوان أيضا وبالغ في إكرامهم والإحسان إليهم وعين لسكناهم من مكناسة المحل المعروف بالرياض بجوار قصبتها وأمرهم ببناء الدور وأعطى أعيانهم ورؤساءهم النوائب وهي الزوايا التي لا تغرم مع القبائل ثم قدم نجع ثالث جاؤوا من جهة القبلة فأثبتهم كإخوانهم الذين قدموا قبلهم وسلك بهم مسلكهم .
ولما نقل رحمه الله زرارة والشبانات الذين كانوا بفاس الجديد مع الدريدي بعث بهم إليها أيضا ليجتمعوا مع إخوانهم ثم قسم الودايا الذين بالرياض قسمين فبعث نصفهم إلى فاس الجديد وعمره بهم وولى عليهم القائد أبا عبد الله محمد بن عطية منهم وأبقى النصف الآخر بالرياض من مكناسة وولى عليهم القائد أبا الحسن عليا المدعو بأبي الشفرة فكانا يتداولان القسمين مرة هذا ومرة هذا ثم استقر الأمر على أن صار أبو الشفرة بفاس وابن عطية بالرياض .
وأما خبر الخلط فإنه لما أوقع بهم المنصور السعدي تفرقوا في القبائل شذر مذر وصاروا عيالا على غيرهم ولما أشرفت الدولة السعدية على الهرم اجتمعوا ورجعوا إلى أزغاز فغلبوا عليه وعفوا وكثروا وتمولوا وأكثروا من الخيل والسلاح إلى أن جاء الله بالمولى إسماعيل رحمه الله فانتزع منهم خيلهم وسلاحهم كغيرهم من قبائل المغرب وضرب عليهم المغارم واستمروا على ذلك إلى أيام السلطان المرحوم المولى محمد بن عبد الله فظهروا في دولته وكانوا يعكسون معه في حروب ويغرمون ما وجب عليهم