@ 51 @ .
الخلط شيعة بني مرين وأصهارهم كما مر فلما جاءت الدولة السعدية بقوا منحرفين عنها وكلما طرقها خلل ثاروا عليها وخرجوا عن طاعتها فقيض لهم السلطان محمد الشيخ السعدي هؤلاء القبائل من معقل وزاحمهم بهم في بلادهم وشغلهم بهم فكانت تكون بينهم الحروب فتارة تنتصف معقل من جشم وتارة العكس حتى أوقع المنصور السعدي بالخلط وقيعته الشهيرة وأسقطهم من الجندية فنقل أولاد مطاع إلى زبيدة قرب تادلا .
ولما أشرفت الدولة السعدية على الهرم استطالت الشبانات عليها بما كان لهم من الخؤلة على أولاد السلطان زيدان فاستبدت فرقة منهم بمراكش كما مر وثارت أخرى بفاس الجديد مع أبي عبد الله الدريدي المتغلب بها حسبما سلف إلى أن نقل أمير المؤمنين المولى إسماعيل رحمه الله جميعهم إلى وجدة كما سيأتي ثم خلطهم بعد بإخوانهم من المغافرة والودايا وصير الجميع جيشا واحدا فهذه أولية أهل السوس .
وأما المغافرة فسيأتي بيان كيفية اتصالهم بالمولى إسماعيل ومصاهرتهم له .
وأما الودايا فكان السبب في جمعهم واستعمالهم في الجندية أنه لما فتح المولى إسماعيل رحمه الله مدينة مراكش الفتح الثاني وأجفل ابن محرز عنها أقام بها أياما ثم خرج إلى الصيد بالبسيط المعروف بالبحيرة من أحواز مراكش فرأى أعرابيا يرعى غنما له وبيده شفرة يقطع بها السدر ويضعه لغنمه لتأكل ورقة فقال للوزعة علي بأبي الشفرة فأسرعوا إليه وجاؤوا به إلى أن أوقفوه بين يديه فسأله فانتسب له إلى ودي كغني قبيلة من عرب معقل بالصحراء وأخبره بأنهم دخلوا من بلاد القبلة بسبب جدب أصابهم قال دخلنا السوس بنجع كبير فافترقنا وذهبت كل طائفة منا إلى قبيلة فنزلت عليها ونحن نزول مع الشبانات فقال له المولى إسماعيل رحمه الله أنتم أخوالي وسمعتم بخبري ولم تأتوني والآن أنت صاحبي وإذا رجعت بغنمك