@ 30 @ .
.
وقال صاحب نشر المثاني إن المولى الرشيد لما رحل عن فاس قدم على الشيخ أبي عبد الله اللواتي بأحواز تازا وكان الشيخ المذكور ينتحل طريقة الفقر ويعظم أهل البيت فبالغ في إكرامه فبينما هو مقيم عنده إذ رأى ذات يوم رجلا ذا هيئة من مماليك وأتباع وخيل وهو يصطاد كهيئة الملوك فسأل عنه فقيل له هذا ابن مشعل من يهود تازا فانصرف المولى الرشيد وجعل مدية في فمه وجاء إلى الشيخ اللواتي فلما رآه الشيخ على تلك الحال أعظم ذلك وقال له المال والرقبة لك يا سيدي فما الذي دهاك قال تأمر جماعة من عشيرتك يسيرون معي حتى أفتك بهذا اليهودي غيرة على الدين فقال قد فعلت لا يتخلف عنك منهم أحد فاختار المولى الرشيد منهم جماعة وواعدهم على تبييت اليهودي واقتحام داره عليه وكان اليهودي قد اتخذ دارا بالبيداء على نحو مرحلة من تازا في جهة الشرق فلما كانت ليلة الموعد تقدم المولى الرشيد إلى دار ابن مشعل في صورة ضيف فأضافه ابن مشعل ولما انتصف الليل أحاط أصحابه بالدار وكبس المولى الرشيد اليهودي في بعض خلواته فقتله وأدخل الرجال فاستولى على دار ابن مشعل بعد الفتك بأصحابه وحراسه وعثر فيها على أموال كثيرة وذخائر نفيسة وقيل وهو الشائع عند بني يزناسن أن ابن مشعل المذكور كان مقيما بين أظهرهم قد اتخذ حصنا ببعض جبالهم وهم محدقون به فجاءهم المولى الرشيد ولم يزل يلاطفهم في شأن اليهودي حتى أثر كلامه فيهم ونما إلى اليهودي بعض ذلك وأنهم مسلموه فنزل إلى المولى الرشيد بهدية نفيسة يسترضيه بها فلم يكن بأسرع من أن قبض عليه وقتله وتقدم إلى الدار فاستولى عليها واستخرج ما فيها من الأموال فالله أعلم أي ذلك كان .
ثم إن المولى الرشيد دعا لنفسه أعراب الشرق وجمع كلمتهم ونزل وجدة واتصل ذلك كله بأخيه المولى محمد صاحب سجلماسة فتخوف منه