@ 28 @ $ وفاة المولى الشريف بن علي رحمه الله $ .
كان المولى الشريف بن علي بسجلماسة وأعمالها على ما وصفناه قبل من الوجاهة والرئاسة والسيادة ممتثل الأمر متبوع العقب منذ نشأ ثم بايعه أهل سجلماسة سنة إحدى وأربعين وألف ونازعه بنو الزبير أصحاب تابوعصامت وبذلك استصرخ عليهم أبا حسون السملالي حتى ملك سجلماسة كما مر ولما تخلص من نكبة السوس وعاد إلى سجلماسة وجد ابنه المولى محمدا قد قام بالأمر بعده فتخلى له عنه وقطع بقية عمره فيما يرضي الله تعالى إلى أن أتاه اليقين ثالث عشر رمضان سنة تسع وستين وألف بسجلماسة مسقط رأسه ومقر عزه ومنبت أشباله ومدرج ملوكه وأقياله وجددت البيعة للمولى محمد ففارقه أخوه المولى الرشيد فخرج إلى الجبال فبقي متنقلا في أحيائها إلى أن كان من أمره ما نذكره $ إغارة المولى محمد بن الشريف على عرب الحياينة من أعمال فاس وما يتبع ذلك $ .
لما كان آخر سنة ثلاث وسبعين وألف أغار المولى محمد بن الشريف على زرع الحياينة بأحواز فاس فانتسفه وأفسده ووقعت عقب ذلك مجاعة عظيمة أكل الناس فيها الجيف والدواب والآدمي وخلت الدور وعطلت المساجد وخرج أهل فاس يستغيثون بأهل الدلاء وكان الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن طاهر الحسني قد قدم فاسا بقصد أن يبايعه أهلها فلم يجيبوه وقيل بل نصره بعضهم وخرج إلى عرب الحياينة فذهب بهم إلى قتال المولى محمد بن الشريف فلم يلقه .
وفي أوائل سنة أربع وسبعين وألف حاز طاغية النجليز طنجة من يد البرتغال قال في البستان لضعفهم عن مقاومة المسلمين يومئذ بسبب أن