@ 6 @ .
تصلح الثمار ببلدهم فذهبوا إلى الحجاز بقصد أن يأتوا برجل من أهل البيت تبركا به فأتوا بالمولى حسن المذكور فحقق الله رجاءهم وأصلح ثمارهم حتى عادت بلادهم هي هجر المغرب وقال غيره إن سبب إتيانهم به أن الأشراف من آل إدريس رضي الله عنه كانوا قد تفرقوا ببلاد المغرب وانتشر نظامهم واستولى عليهم القتل والصغار من أمراء مكناسة وغيرهم فقل الشرف بالمغرب وأنكره كثير من أهله حقنا لدمائهم فلما طلع نجم الدولة المرينية بالمغرب أكبروا الأشراف ورفعوا أقدارهم واحترموهم ولم يكن ببلد سجلماسة أحد من آل البيت الكريم فأجمع رأي كبرائهم وأعيانهم أن يأتوا بمن يتبركون به من أهل ذلك النسب الشريف فقيل إن الذهب يطلب من معدنه والياقوت يجلب من موطنه إن بلاد الحجاز هي مقر الأشراف ولذلك الجوهر النفيس من أجل الأصداف فذهبوا إلى الحجاز وجاؤوا بالمولى حسن على ما ذكرنا فأشرقت شمس البيت النبوي على سجلماسة وأضاءت أرجاؤها وظللتها من الشجرة الطيبة ظلالها وأفياؤها حتى قيل إن مقبرة أهل سجلماسة هي بقيع المغرب وكفاها هذا شرفا وفخرا ومزية وذخرا وذكر بعضهم أن أهل سجلماسة لما طلبوا من المولى قاسم بن محمد أن يبعث معهم أحد أولاده وكان يومئذ أكبر شرفاء الحجاز ديانة ووجاهة اختبر من أولاده من يصلح لذلك وكان له على ما قيل ثمانية من الولد فكان يسأل الواحد منهم بعد الواحد ويقول له من فعل معك الخير فما تفعل معه أنت فيقول الخير ومن فعل معك الشر فيقول الشر فيقول اجلس إلى أن انتهى إلى المولى حسن الداخل فقال له كما قال لإخوته فقال من فعل معي الشر أفعل معه الخير قال فيعود ذلك بالشر قال فأعود له بالخير إلى أن يغلب خيري على شره فاستنار وجه المولى قاسم وداخلته أريحية هاشمية ودعا له بالبركة فيه وفي عقبه فأجاب الله دعوته .
وكان المولى حسن الداخل رجلا صالحا ناسكا له مشاركة في العلوم خصوصا علم البيان فإنه كانت له فيه اليد الطولى ولما استقر بسجلماسة