@ 111 @ .
وفي سنة خمس عشرة وألف في ثاني جمادى منها جاء بفاس سيل عظيم حتى غمر دور عمل الفخارين وذهب ببعض أنادر الزرع وحمل أمة من باب الفتوح فماتت .
وفي سنة اثنتين وعشرين وألف حدث الشر بفاس ووقع الغلاء حتى بيع القمح بأوقيتين وربع للمد وكثرت الموتى حتى أن صاحب المارستان أحصى من الموتى من عيد الأضحى من سنة اثنتين وعشرين وألف إلى ربيع النبوي من السنة بعدها أربعة آلاف وستمائة وخربت أطراف فاس وخلت المداشر ولم يبق بلمطة سوى الوحوش .
وفي سنة ثلاث وثلاثين وألف وذلك عند فجر يوم السبت الثاني والعشرين من رجب منها حدثت زلزلة عظيمة بفاس ذكر صاحب الممتع في ترجمة أبي عبد الله بن حكيم المذكور آنفا أنه كان قبل الزلزلة المذكورة يصيح المردومات المردومات فإذا بالزلزلة حدثت قال فما بقيت دار من دور فاس غالبا إلا دخلتها الفؤس .
وفي خامس شعبان من السنة المذكورة نزل برد عظيم قدر بيض الدجاج وأكبر وأصغر ورئي حجر عظيم منها نزل على خيمة فخرقها وفر أهلها عنها وبقي لم يذب نحو ثلاثة أيام .
وفي سنة ست وثلاثين وألف توفي الإمام العارف بالله تعالى أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الفاسي المعروف بالعارف بالله وهو أخو أبي المحاسن المذكور آنفا ومناقبه شهيرة أيضا .
وفي السنة المذكورة كان الغلاء بفاس والمغرب .
وفي سنة أربعين وألف عشية يوم الخميس ثالث ذي الحجة منها توفي الشيخ الإمام العلامة الهمام أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري نسبا الأندلسي أصلا الفاسي منشأ ودارا الفقيه المشهور كان رحمه الله له الباع الطويل في المشاركة في العلوم مع غاية التحرير والتحقيق وله التأليف الحسان التي أغنى فيها عن الخبر والعيان وكان ورعا سنيا وكان لا