@ 102 @ هي التي أطمعتك أن يعودوا بعد العز نوائب فما درى أن منه كان الخاوي الخائب من ركب الخيل لنفسه دون راتب المخزن لا ترضى همته أن يهان فيحزن وقاضيك السيد محمد المزوار حيث عاين وفود الأقاليم منتشرة كالجراد على الأزقة والأدراب دون من لازم خدمة الأبواب تحقق عيانا أن انتظام شمل المالك والمملوك لا يكون إلا على عظماء الملوك فقص عليكم وعلى من حضر ما اعتقد وسمع ونظر وحتى الآن إن قصدتم الغرب أو حصن فاس لا تنالكم من جانبنا مساءة ولا بأس فبعد أن يكون لكم في المدينة البيضاء الجديدة والقديمة قرار يكون لنا بعد ذلك حكم الاختيار بين أن نؤمن لك أو نترك لك الديار أو نستصرخ بمن هو مثلك شريف حقيقي وسلطان له شغف أكثر منك في ضبط الأوطان فنقابل إذ ذاك القصورة بالساط ونلقي بطانة من شاط لأسنان الأمشاط أيهما للغرب غلب نؤدي له على الرغم ما طلب وإن قنعت بحوز الحمراء من مراش ورفضت عنك معاناة الهراش والتناوش فدعنا ومراعاة من تجارته الرئاسة وهمته اشتراء نفيس السياسة ضرغام غاب سجلماسة وأما صاحب إيليغ السوس فما مراده ومراد ذويه إلا غنيمة سلامة الأعراض وتجارة سلب النفوس وفيما تلوناه عليك من القصص كفاية فلئن غادرتنا مستترين في حرمة الاحترام والوقار فنعم وإن زاحمتنا بمنكب الهوان يدافعك عنا من ادعى أنه زعم وإن طرقنا مناخ عزمك على عبور وادي العبيد أو أم الربيع فهناك يجمع الله بين من يشتري ويبيع والسلام وكتب عن إذن جمهور إخوته عبد الله المسناوي بن محمد بن أبي بكر الدلائي في يوم الأحد الثاني والعشرين من رجب انتهى .
ولما رأى السلطان محمد الشيخ بن زيدان تعاصي أهل زاوية الدلاء عليه واستحكام أمر الغرب لهم وتقويهم بالعدد والعدد صرف عنانه عن مقارعتهم ومال إلى مسالمتهم وقطع النظر عما في أيديهم والأمر كله لله