@ 92 @ به إلى أن برز لمقاتلتهم فلما التقى الجمعان كانت الدبرة على أبي عبد الله العياشي وقتل فرسه تحته فرجع إلى بلاد الخلط وكان رؤساء الخلط أكثرهم في حزب التاغي وعلى رأي الكدادرة فرجعت البربر إلى أوطانهم وبقي أبو عبد الله العياشي عند الخلط أياما ثم غدروا به فقتلوه بموضع يسمى عين القصب واحتزوا رأسه وحمله بعضهم إلى سلا وكأنه حمله إلى أهل الأندلس إذ هم أعداؤه بها قال في شرح المثاني ودفنت جثته بإزاء روضة أبي الشتاء رضي الله عنه .
ومن كراماته المتواترة أنهم لما حملوا الرأس سمعوه ليلا وهو يقرأ القرآن جهارا حتى علمه جميع من حضر فردوه إلى مكانه وتاب بسببه جماعة من الناس وأما القبة المنسوبة إليه بقبيلة أولاد أبي عزيز من بلاد دكالة فالظاهر أنها متخذة على بعض معاهده التي كان يأوي إليها أيام كونه بالقبيلة المذكورة في ابتداء أمره كما مر وليس هناك قبر له على الصحيح .
ولما قتل أبو عبد الله العياشي فرح النصارى بمقتله غاية الفرح وأعطوا البشارة على ذلك وعملوا المفرحات ثلاثة أيام وكان مقتله رحمه الله تاسع عشر المحرم سنة إحدى وخمسين وألف وقد رمزوا لتاريخ وفاته بقولهم مات زرب الإسلام بإسقاط ألف الوصل وحدث رجل أنه كان بالإسكندرية فرأى النصارى يومئذ يفرحون ويخرجون أنفاضهم فسألهم فقالوا له قتل سانطو بالمغرب وفي الرحلة لأبي سالم العياشي قال أخبرني الشيخ محمد الفزاري بمكة قال كان بالمدينة المشرفة رجل مغربي من أهل القصر في السنة التي قتل فيها الولي الصالح المجاهد سيدي محمد بن أحمد العياشي قال فجاءني ذات يوم وقال لي إني رأيت في النوم أختي ورأيت رجلا جالسا مقطوع اليد تسيل دما فقلت له من أنت قال الإسلام قطعت يدي بسلا قال فلما أخبرني قلت له الذي يظهر لي من رؤياك أن الرجل الصالح المجاهد الذي كان بسلا قد قتل قال وبعد ذلك في آخر السنة قدم حجاج المغرب فأخبرونا بموته