@ 80 @ الإمام العالي الهمة فاختطوا بها عن إذنه منازلهم وبنوا بفنائها كنيستهم وصيروها متعبدهم فاتفق والحديث شجون أن جرى ببعض أندية علمائها ومحضر جمع من نبهاء البلدة وفقهائها كلام أفضى بهم إلى ذكر الكنيسة المذكورة والمجادلة في محصل الحكم الشرعي فيها في الدواوين المسطورة فأفتى بعضهم بوجوب هدمها لأنها محدثة ببلاد الإسلام ولما في تركها من المفاسد العظام وأنها لا تترك لهم متعبدا وجزم الكلام وقال هذا محصل ما ذكره في مثل هذه القضية الأعلام وأفتى فريق بجواز إبقائها وأنه لا ينبغي تقويض بنائها ولا التعرض لهم في إحداثها إذ على مثل هذا من دينهم الفاسد أقروا وأعطوا الذمة فأعطوا الجزية صاغرين ولم يرد منع اجتماع دينين إلا في جزيرة العرب وكم من بلد إسلامي محدث مشحون بالعلماء أحدثت فيه ولم يقولوا بمنعه وتواطؤهم على تركها كالنص والدليل على جواز إحداثها وإبقائها بعده واستمر الحجاج وكثر اللجاج ولم يقنع كل فريق بما أبداه الآخر من الاحتجاج فعطلت لذلك إلى أن تفرقوا فيها بعلمكم النافع بين العذب والأجاج بفتوى تبين صحيح الأقوال من سقيمها وتفصل بين ليلى وغريمها ولولا محل النازلة من الدين ما رفعت إليكم فلذلك وجب الجواب عنها عليكم مع مسألة أخرى وهي أنهم طلبوا أن تترك لهم بقعة يوارون فيها جيف موتاهم لأن مسافة ما بينهم وبين أفران التي هي مقبرة قديمة لهم بعيدة هل يساعفون أم لا والله يبقيكم ومجدكم محروس وظل من استزلكم مكنوس والسلام عليكم .
الجواب .
الحمد لله وعلى فقهاء بلادنا السوسية حرسها الله وأكرمهم باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد وقف كاتبه عفا الله عنه على نازلة أهل الذمة النازلين بإيليغ مختط أولاد السيد البركة قطب بلادنا سيدي أحمد بن موسى نفعنا الله ببركاته وبارك في ذريته وسددهم لما فيه رضاه آمين ولما وقفت عليها وتأملتها فرأيت أن الصواب فيها الفتوى بمنع