@ 75 @ الخنازير معها عنوز فكان من قضاء الله وصنعه أنه في صبيحة تلك الليلة قدمت أغربة من سفن النصارى بقصد الدخول إلى الحلق فضيق عليهم رماة المسلمين الذين بالخندق فأرادوا أن ينحرفوا إلى البحر فردهم البحر إلى ساحل الرمل هنالك فتمكن المسلمون منهم وقتلوا وسبوا ووجدوا في الأغربة زهاء ثلاثمائة أسير من المسلمين فأعتقهم الله وأسر يومئذ من النصارى أكثر من ثلاثمائة وقتل منهم أكثر من مائتين وظفر المسلمون بقبطان من عظمائهم ففدى به الرئيس طابق رئيس أهل الجزائر وكان عندهم محبوسا في قفص من حديد .
واستقامت الأمور لأبي عبد الله العياشي بسلا وبنى داره داخل باب المعلقة منها وبنى برجين على ساحل مرسي العدوتين من ناحية سلا وهما المعروفان اليوم بالبساتين .
ثم كانت غزوة الحلق الكبرى وكان من خبرها أن جيش أهل فاس خرجوا بقصد الجهاد فنزلوا بموضع يعرف بعين السبع وكمنوا فيه ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع خرج النصارى إلى تلك الجهات على غرة فظفر بهم المسلمون وكان النصارى لما خرج جيش أهل فاس أعلمهم بذلك مسلم عندهم مرتد فأعطوه سلعا وجاء بها إلى سلا بقصد بيعها والتجسس لهم على الخبر فأخذ وقتل وعميت عليهم الأنباء إذ كانوا ينتظرون من يرد عليهم فيخبرهم ولما أبطأ عليهم خرجوا فلم يشعروا إلا بالخيل قد أحاطت بهم وقتل منهم نحو الستمائة ولم ينج إلا القليل حتى لم يبت في الحلق تلك الليلة إلا نحو أربعين رجلا منهم وغنم المسلمون منهم أربعمائة من العدة ولم يحضر أبو عبد الله العياشي في هذه الوقعة لأنه كان قد ذهب إلى طنجة حنقا على يوم المسامير لأن النصارى خذلهم الله كانوا قد صنعوا نوعا من المسمار بثلاثة رؤوس تنزل على الأرض والرابع يبقى مرفوعا وثبوا ذلك في مجالات القتال مكيدة عظيمة تتضرر منها الفرسان والرجالة فلما رجع وأعلم بضعف من بقي بالحلق بعث إلى أهل الأندلس بسلا يصنعون له السلالم كي يصعد بها إلى من بقي في الحلق فيستأصلهم فتثاقلوا عن صنعها غشا