@ 40 @ .
( ليت أشياخي ببدر شهدوا % جزع الخزرج من وقع الأسل ) .
وشاع ذلك عنه وذاع وكان على عهد أكابر الصحابة وأولادهم ولا تعرض أحد منهم لنكير عليه ولا تصدى لقيام ولا خاطبه بملام وأما ما يرجع إلى جواب الكتاب فأما ما حكيت عن الصديق رضي الله عنه في أهل البيت والأحاديث الواردة فيهم وأنه يجب تعظيمهم واحترامهم وتبجيلهم لأجل النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان يجب عليكم تعظيمهم فإن تعظيمهم يجب على أولى وأولى عملا بقوله تعالى ! < قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى > ! الشورى 23 وأجرى الله تعالى عادته أنه ما تصدى أحد لعداوة هذا البيت النبوي إلا كبه الله لوجهه وأما ما أوردتم من الأحاديث في النصح فإني والله أحب أن تنصحني سرا وعلانية مع زيادة شكري عليه وأراها منك مودة وأعدها محبة ولكني أفعل ما أقدر عليه لأن الله سبحانه يقول ! < لا يكلف الله نفسا إلا وسعها > ! البقرة 286 ولهذا قال أكثر العلماء في صدور تصانيفهم ولم آل جهدا في كذا لأن النفوس الشريفة العالية لا تترك من فعل الخير والجد في اكتسابه إلا ما عز تناوله عليها وصعب اكتسابه .
وأما ما ذكرتم من أمر أبي محلي وسيرته وما كان تسلط عليه أما ما كان من استنهاضكم إليه المرة بعد المرة وتكررت في ذلك إليكم الرسل حتى أجبت إليه فلا نحتاج فيه إلى إقامة حجة غير كونه خرج عن الجماعة وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من أراد أن يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان ) وإلا فلو دخل الملك من بابه وبايعه أهل الحل والعقد وأخذ ذلك بوسائط مثل بيعة جدنا المرحوم التي تضافرت عليها علماء المغرب وأهل الدين المشاهير فلو كان وصل إلى ذلك بمثل هذه الوسائط لم يجب حربه ولا القيام عليه بما ذكرتم لأن السلطان لا ينعزل بالفسق والجور وإلا فإن الصحابة في زمن يزيد بن معاوية لا يحصى عددهم وما تصدى أحد للقيام عليه ولا قال بعزله وإلا فإنهم لا يقيمون على الضلالة ولو نشروا بالمناشير وأما أبو محلي فبمجرد قيامه يجب عليك وعلى غيرك إعانتنا عليه لأنك في بيعتنا وهي لازمة لك فالطاعة واجبة عليك واعلم أيضا أن والدك أفضل منك بدليل ! < آباؤكم وأبناؤكم > !