@ 14 @ الحسن علي بن عمران السلاسي رحمه الله قال اليفرني في الصفوة كان القاضي المذكور ممن أخذ عن الشيخ القصار وكان مع ذلك لما ولي القصار الفتوى والخطابة بجامع القرويين يسعى عند السلطان في تأخيره حتى أخر وولي هو مكانه مدة يسيرة ثم أعيد القصار وكانت بينهما شحناء عظيمة بسبب فتوى تنازعا فيها ثم أفضت الحال بالقاضي أبي الحسن إلى أن قبض عليه السلطان زيدان بسبب أنه عثر له على كتاب كتبه إلى بعض إخوته ينتقصه فيه ويوهن أمره فأوغر ذلك قلب السلطان عليه فسطا به وسجنه ونهب داره وأثاثه ثم سقاه سما على ما قيل فكان فيه حتفه وقد حكي هذا الخبر في موضع آخر من الصفوة مطولا فقال كان القاضي أبو الحسن علي بن عمران السلاسي شديد الانحراف عن الشيخ العارف بالله أبي زيد عبد الرحمن بن محمد الفاسي سيئ الاعتقاد فيه ولم يزل يسعى به ويكيده فاتفق أن اجتمع بالشيخ في بعض الليالي بعض من يتعاطى العلم فتكلموا في مسائل من صفات الله فنقل كلام الشيخ إلى القاضي على غير وجهه فأنكر ذلك وركب من حينه إلى السلطان زيدان وهو يومئذ بفاس منتهزا للفرصة فقال إن ههنا رجلا يعلم الناس البدع ويلقنهم آراء الفرق الضالة فقال له السلطان من هو قال فلان قال أخو سيدي يوسف قال نعم قال سمعنا أنه أعلم من أخيه ثم بعث السلطان إليه وهو مستشيط غضبا لخبر بلغه من ثورة بعض أقاربه عليه فجاء الشيخ أبو زيد ولم يخلع نعله حتى بلغ بساط السلطان فسلم عليه ومد يده فصافحه ثم تكلموا في المسألة فانقطع القاضي ولم يجد ما يقول إلا أن الناقل لم يحسن نقلها فقال له الشيخ فهلا تثبت وكان بعض علماء مراكش حاضرا فبالغ في عتاب القاضي وقيل للشيخ ما سبب الوحشة بينك وبين هؤلاء فقال لا شيء إلا الاستغناء عنهم فقالوا يا سيدي هذا وصف يوجب الحب فما انفصل الشيخ عن السلطان حتى اطلع على ما يوجب القبض على القاضي فقبض عليه ونهب داره في الحين فنزل الشيخ من فاس الجديد فلقي أثاث القاضي في الطريق جيء به منهوبا وبقي في السجن إلى أن مات مسموما رحمه الله وكان