@ 173 @ براني فضلا عن هؤلاء الذين ما زالوا إلى اليوم في بلاد العدو يباكرونه ويراوحونه فإذا بكم تنزلون معهم إلى أن تطالعوهم على أموركم ويتوصلوا إلى المعرفة بأحوالكم فما تمالكنا لهذه المسألة ولا وجدنا عليها صبرا ومن جملة الأمور التي غاظتنا وقلنا كيف يتوصل الرجل البراني إلى أمثال هذه الأمور أن علي بن محمد كان يتكلم يوما معنا وأخذ يثني عليكم في نجدتكم وصبركم عند الشدة وسخائكم عند الحاجة ثم قال إلا أن الخيل ليست عنده لا في الحركة الأولى ولا في الثانية لأن القبائل أهل الخيل امتنعوا من الحركة معه وهي التي غاظتني وقلت كيف يتوصل الرجل البراني إلى أمثال هذه الأمور حتى أننا ما وجدنا إلا الرد عليه وعكس ما عرفنا أنهم اعتقدوه وقلنا اللهم نسبة التقصير إليكم ولا اعتقادهم خلو البلاد من الخيل لأننا فهمنا منهم ذلك ولهذا أجبته وقلت له إن ولدنا لم يعطهم شيئا وأعطى من لا يستحق من ضعفاء القواد المعروفين بأكل المال وعدم المخزنية ولو أعطى تلك القبائل لحشرها عليه لأن أولاد مطاع عندهم من الخيل نحو الثلاثة آلاف وعند أولاد أبي عزيز نحو ألف ونصف وعند الغربية وعند أولاد عمران وعند عبدة وعند الشياظمة وعند أولاد أبي رأس وعند أحمر وعند المنابهة أهل سايس وعند المنابهة أصحاب عمر بن محمد عبو وجعلت أعدد له قبائل السوس وقبائل مراكش وأحصي له خيلهم بما بهته وقلت له لو أنصفهم لحرك منهم معه ستة عشر ألفا أو أكثر ويكون قد ملأ بهم تلك البلاد وسال عليها من سيل العرم لا في الحركة لأولى ولا في الثانية ولو وجه إليهم المحركين والرماة لأتوه أيضا بلا خلاص وإلى هذا نوصيكم على المحافظة من أولئك الناس ومن رفع الحجاب لهم عن أموركم والاطلاع على أحوالكم وعدم الغفلة عن أمثال هذا واعلم أن من جملة ما بلغنا أيضا أن الخلط رجعوا كلهم رماة على يد مصطفى باشا مع حديث عهدهم بالفساد والخلاف وكنا انتشبنا معهم بالعودات فإذا بهم اليوم بالمدافع وعدة النار وهل هذا يجوز عليكم حتى تسمحوا فيه مع أن هذه المسائل ليست بغائبة عنكم سمعتموها بالسماع فقط ولا طويلة عهد حتى