@ 171 @ في ذلك إلا الفساد البين لأن هذا الذي تعرضتم له لا يفي به المغرب ولا يقوم معه بكم شيء ومسألة هؤلاء أولاد طلحة إن كنت رأيت استخدامنا وأردت تقليدنا في ذلك واقتفاء سيرتنا فيه فاعلم أن بيننا وبينكم في هذه المسألة فرقا من وجوه منها إن مراكش ليست كفاس وإن خدمتهم هنا لبعدهم عن بلادهم ليست كخدمتهم هناك وأيضا هؤلاء الناس أنا أعرفهم وكنت في بلادهم وهذه الخدمة كانوا قد طلبوها مني وأنا هناك فوعدتهم إذ لا يمكنني وأنا ببلادهم إلا مساعفتهم فلما جاؤوا اليوم وطالبونا بالوعد لم يمكن إلا الوفاء لهم به فعليه شرطنا عليهم مراكش وسكناها وعلى هذا الشرط استخدمناهم ومع هذه الوجوه كلها والاعتبارات فقد ندمت والله على استخدامهم غاية الندامة وكنت في ذلك على خطأ إذا كان الأولى إن كنا حاسناهم وتركناهم في الخدمة وأما أنت ففي مندوحة عن هذا كله لأنه لا وعد لك سابق حتى يلزمك الوفاء به ويمكنك أن تحيلهم على إذننا ومشورتنا فنكفهم عنك بالشرط الذي شرطنا عليهم من الخدمة هنا بمراكش وسكناها وعلى هذا الشرط استخدمنا منهم من استخدمنا وإلى هذا فالذي نؤكد به عليك أن تنقصهم من الخدمة ولا تستخدم منهم حتى فارسا واحدا أصلا من الذين ذكرنا لك ومن غيرهم من كافة أولاد طلحة وأمرناك أن تتنصل لهم فينا وتقول لهم إن السلطان منعني من استخدامكم هنا وتقرأ عليهم كتابنا الواصل إليكم صحبة هذا لتتفادى منهم ولكن الجفاء مع هذا كله لا تظهره بل تحسن اللقاء بهم وتواليهم بإظهار البشر والقبول وباب الطمع تسده دونهم .
والذي شق علينا أعظم من هذا كله واستنكرناه ولم نجد صبرا عليه هو ما وجدناهم قد اطلعوا عليه أعني أولاد طلحة علي بن محمد وغيره من أحوالكم وأخباركم وألفيناهم قد توصلوا من ذلك إلى ما لم يتوصل إليه أحد من كبار خدامكم أهل بلادنا وخواص أهل بساطنا لأن أهل بلادنا أحباء ما لهم بحث إلا في مصالح أنفسهم هؤلاء إنما ينتقدون ويبحثون عن الغرة وعورات المملكة فإذا بكم تتخذونهم بطانة وأصدقاء وتطالعونهم بأحوالكم