@ 165 @ يمين هؤلاء وشمالهم بلبدروش أهل اللقاقيف وتتكيف من الجميع صورة تزرع الرعب في القلوب وتسير الجنائب فيما بين سماطي هذه الدخلة مجنوبة صفا صفا إلى ألوية عساكر النار ومنبعث حبالها الممدودة يقودها صنف يدعون السراجة ركبانا وكانت جنائب الخلفاء يقودها الرجل من الوزعة وهذا أكمل مزية وجيش الإصباحية الذي إلى نظر بيلارباي ينقسم كتيبتين عظيمتين تسير إحداهما ذات اليمين والأخرى ذات الشمال أمام الموكب الذي يرفع اللواء العظيم الأبيض المدعو باللواء المنصور علامة على شعار الدولة على رأس المنصور يسامته من خلفه وهناك ألوية كثيرة ذات ألوان مختلفة وأمامه الطبل العظيم الذي يسمع دويه من مسافة بعيدة ومن خلفه الطبول الأخر معها الغيطات واحدتها غيطة يتولى النفخ فيها قوم من العجم أساتيذ يتعلمونها فينفخون فيها فتنبعث منها أصوات وتلاحين لا تحرك الطباع ولا تبعثها على شيء دون الحرب فإنها تشجع الجبان وتقوي جأش الخائف حكمة فيلسوفية وهناك مزامير أخر وجعاب طوال صفرية على مقدار النفير تسمى الطرنباط مما أحدثه أيضا في دولته وزادت به دولته فخامة وضخامة ثم يردف هذه الألوية والآلات من خلف أمير المؤمنين موكبه العظيم فهذا ترتيب جيش المنصور انتهى باختصار من كتاب مناهل الصفا وليس اتخاذ المظل مما أحدثته الدولة السعدية كما زعم بعضهم بل كان ذلك موجودا في الدول القديمة شرقا وغربا .
قال اليفرني وما ذكره الإمام الفشتالي من توافر أجناد المنصور وتكاثر جيوشه هو كذلك وقد أولعت العامة في ذلك بأخبار واهية وزعموا أن المنصور خرج مرة إلى الرميلة بظاهر مراكش ولم تعلم أصحابه بخروجه فحين علموا بخروجه تبعوه خفافا وثقالا فأمر بعد ما معه هنالك من الجيش فوجد ثمانين ألفا فقال يا سبحان الله قد خاطرنا بأنفسنا حيث ركبنا في هذا العدد يستقله ولا يخفى ما في هذا الكلام من الإفراط والذي ذكره الشيخ أبو العباس أحمد أفقاي الأندلسي في كتابه المسمى ب رحلة الشباب إلى لقاء الأحباب ما معناه قال إن جزيرة الأندلس التي استردادها من أيدي