@ 164 @ وتطوف على مسايف السور المحيط بالدار ومن وظيفة هؤلاء خدمة الكرسي والسرير اللذين يجلس عليهما السلطان بالإيوان وتعاهد أنماط الجلوس وكنسها والشواش وهم الذين يتولون ضبط الجيوش في المصاف في حرب أو سلم وإنهاء الكتب والرسائل للجهات بخير أو شر .
قال الفشتالي وهذا مما زادت به دولته على سائر الدول فإذا خرج في يوم عيد أو ملاقاة أو تهنئة خرجوا متزينين وكل قائد يقف عند مبدأ انبعاث حبل جيشه تحت ألوية محفوفا بجيش من رؤساء جنده أهل الخيل وهم الذين يدعون عندهم بالبكباشات فاصلا بذلك بين جيشه وجيش من يردفه خلفه وهكذا يمتد إلى انبعاث الجيش من تلقاء أمير المؤمنين وكل يعرف مركزه ورتبته لا يتعداه إلى غيره بتقدم أو تأخر ولا يجد السبيل إلى ذلك لو أراده .
قال الفشتالي والترتيب الذي جرى به العمل في عساكر النار أن يتقدم أولا جيش السوس ثم يردفه جيش شراكة وكل منهما ينقسم حبلين ثم يردفهما العسكران العظيمان عسكر الموالي من المعلوجي ومن انضاف إليهم وعسكرك الأندلس ومن لبس جلدتهم ودخل في زمرتهم وهذان يسيران صفين متساويين لاستواء مرتبتهما وعند العطاء تارة يتقدم هؤلاء وتارة هؤلاء غير أن الموالي يكونون في الميمنة لمزية الولاء وكلاهما يحظى بموالاة ركاب السلطان ويتقدم قائدهما محمود قائد الموالى وجؤذر قائد الأندلس وترفع على رأس كل منهما الرايات ويحفه عسكر من بكباشات ثم يتصل بهذين العسكرين الدخلة العظيمة المؤلفة من البياك والسلاق وبلبدروش فتسير الفرق الثلاث أمام المنصور صفوفا متساوية فأما البياك فيلون ركابه يحفون به يمينا وشمالا ويرفع بالبعض رماحه اليزنية المنصوبة أمامه ومنهم صاحب المظل المرفوع على رأسه كالغمامة يحمله حالة ركوبه أقربهم درجة لقائدهم أبرويز وإذا مشى المنصور إلى جامع المنصور من جهة قبور الأشراف أو للمشتهى وهو الروض المتصل بقصر البديع على رجليه حمله أبرويز بنفسه ثم يسير عن يمينهم وشمالهم السلاق ويسير عن