@ 151 @ ملاءة الدهور بعز الله وعنايته هذا وإن شيخ الركب المغربي وهو المرابط الخير الحاج محمد بن عبد القادر لما أزمع إلى المعاهد الشريفة الرحيل لتجديد رسم الطاعة الذي ليس بعاف ولا محيل وهب له من محارم الله نسيم يميل وآن للمطايا أن تعمل الوخد والذميل مد إلى علي مقامنا أكف الرغبة في كتاب كريم يتشرف بحمله ويتعرف منه السعادة بحول الله في مرتحله وحله يتضمن الإيصاء به إليكم في المورد والمصدر ومدة مقامه من جواركم بحرم الله تجاه البيت والمشعر فحملناه هذه العجالة لترعوا له إن شاء الله عنها الحق المعتبر وتولوه من جانبكم بما يصدق به الخبر وتدنوا له من آماله قطوف كل فنن مهتصر ومما نكلفكم النهوض لأجل حقوق الأخوة بأعبائه ونطالبكم لوشائج الرحم بالاعتناء بأدائه التماس الدعاء مع الأحيان تجاه البيت الحرام وعند الملتزم والمقام أن يؤيدنا الله على عدو الدين بفضله وينجز لنا وعده الصادق في إظهار دينه على الدين كله ويسهل علينا بفضله ومعونته أسباب فتح الأندلس وتجديد رسوم الإيمان بها وإحياء أطلاله الدرس حتى ينطق لسان الدين فيها بكلمات الله التي طالما سكت عنها نداؤه وخرس وشرق بريقه فغص وخنس فذلك دعاء لا يرد لأنه جرى من أهله في محله ومعاد السلام الأثم عليكم ورحمة الله وبركاته انتهى .
وقوله حتى ينطق لسان الدين فيه تورية بابن الخطيب رحمه الله .
قال الفشتالي كان ترتيب المنصور في الاحتفال بالمولد النبوي الكريم أنه إذا طلعت طلائع شهر ربيع الأول صرف الرقاع إلى الفقراء أرباب الذكر على رسم الصوفية والمؤذنين النعارين في الأسحار فيأتون من كل جهة ويحشرون من سائر حواضر المغرب ثم يأمر الشماعين بتطريز الشموع وإتقان صنعتها فيتبارى في ذلك مهرة الشماعين من كل ما يباري النحل في نسج أشكالها لطفا وإدماجا فيصوغون أنواعا من الشمع التي تحير النواظر ولا تذبل زهورها النواضر فإذا كان ليلة المولد تهيأ لحملها وزفاف كواعبها