@ 136 @ ماء غير آسن وبالجملة فإن هذا البديع كان من المباني المتناهية البهاء والإشراق المباهية لزوراء العراق ومن المصانع التي هي جنة الدنيا وفتنة المحيا ومنتهى الوصف وموقف السرور والقصف .
( كل قصر بعد البديع يذم % فيه طاب المجنى وطاب المشم ) .
( منظر رائق وماء نمير % وثرى عاطر وقصم أشم ) .
( إن مراكشا به قد تباهت % مفخرا فهي للعلا الدهر تسمو ) .
وبه من الأشعار المرقومة في الأستار والأبيات المنقوشة في الجهات على الخشب والزليج والجبص ما يسر الناظر ويروق المتأمل ويبهر العقول وعلى كل قبة ما يناسبها وفي بعض القباب مفاخرة على لسانها لمقابلتها وتتبع ذلك يطول لكن لا بأس أن نلم هنا بثمالة من ذلك الحوض ونخوض في بحار تلك البدائع بعض الخوض إذ في ذلك عبرة لمن اعتبر وترويح للقلوب بكيفية فعل الدهر بمن غبر فمن ذلك ما نقش خارج القبة الخمسينية لأن فيها خمسين ذراعا بالعمل من إنشاء الكاتب البليغ أبي فارس عبد العزيز الفشتالي على لسان القبة المذكورة .
( سموت فخر البدر دوني وانحطا % وأصبح قرص الشمس في أذني قرطا ) .
( وصغت من الإكليل تاجا لمفرقي % ونيطت بي الجوزاء في عنقي سمطا ) .
( ولاحت بأطواقي الثريا كأنها % نثير جمان قد تتبعته لقطا ) .
( وعديت عن زهر النجوم لأنني % جعلت على كيوان رحلي منحطا ) .
( وأجريت من فيض السماحة والندى % خليجا على نهر المجرة قد غطا ) .
( عقدت عليه الجسر للفخر فارتمت % إليه وفود البحر تغرف ما أنطا ) .
( ينضنض ما بين الغروس كأنه % وقد رقرقت حصباؤه حية رقطا ) .
( حواليه من دوح الرياض خرائد % وغيد تجر من خمائلها مرطا ) .
( إذا أرسلت لدن الفروع وفتحت % جنى الزهر لاح في ذوائبها وخطا ) .
( يرنحها مر النسيم إذا سرى % كما مال نشوان تشرب اسفنطا ) .
( يشق رياضا جادها الجود والندى % سواء لديها الغيث أسكب أم أبطا ) .
( وسالت بسلسال اللجين حياضه % بحارا غدا عرض البسيط لها شطا )