بني أمية وضيق على مصر فصالح صاحب مصر بني مرة بالأموال الكثيرة وخسر لأميرهم ماضي بن مقرب عشرة آلاف دينار وعشرين تختا من رفيع الثياب فوثبوا على الأموي وأوثقوه وحملوه على جمل فلما رأى ذلك شرب الزرنيخ فمات فحملوه ميتا إلى مصر وصلب على شاطئ النيل $ المستنصر .
لما مات الظاهر نصب الجرجرائي مكانه ابنه معدا طفلا صغيرا أسمر اللون يسمى معدا مثل جده أخذ المعز وكناه أبا تميم لكنيته ولقبه المستنصر بالله ودبر سلطانه الجرجرائي وكان موصوفا بالسياسة وجميل المذهب وكثرة العفو وفي أيامه خلع المعز ابن باديس الصنهاجي صاحب إفريقية لبني عبيد ودعا لبني العباس فقال الجرجرائي لا تكلف له ولا تجهز له جندا ودبر إجازة العرب النيل إلى إفريقية فلما وصلوا إليها ودخلوها كان ذلك سبب خرابها وذهاب ملك صنهاجة منها إلا ما تدركه حسبما هو مذكور في تاريخ إفريقية ولم يملك من بني عبيد من بني المستنصر