ورجع إسماعيل على الناظور وبعث قيصر الفتى وزيري بن مناد الصنهاجي في جمع كثير إلى أهل غديروان وهي المتقدمة ذكرها وهي على نحو الخمسة عشر ميلا من القلعة من الجهة الشرقية وكان بناها وسورها لبني حماد مملوك لهم رومي يقال له بونياس فقتلهم وسبي ذراريهم وأحرق ديارهم وأظنه نقم عليهم أبا عمار الأعمى وأصحابه ثم سار قيصر إلى قلعة المري وهي قلعة كياتة بجبل القلعة وجبل القلعة معروف وهذا الاسم له كالعلم الموقوف وسمتها البربر المري وإنما هو المرآة كانت منصوبة عليها في الزمان الأول فنزل إليه أهلها بأمان ثم توجه إلى أوسجيت وهي بسفح جبل القلعة وهي من جهة الشمال مما يلي بلاد عجيسة فهربوا منه وصاروا مع أبي يزيد ثم توجه إلى بني عوسجة وهي من عجيسة فقاتلهم في وعر شديد وجبال متمنعة حتى تغلب عليهم وتمكن منهم وحارب قلعة تناكر وتقول البربر للموضع الآن شيكر فاستأمنوا إليه ثم نهض إلى كياتة فكان قيصر هذا يقاتلها من جهة غربها وإسماعيل يقاتلها من جهة شرقها وجاء الفطر فصلى إسماعيل وخطب على ما تقدم وتمادى على حصار أبي يزيد وحفر خندقا حول