[ 8 ] وقد ذكر هذا الاعتراض في (إكمال الدين) أيضا (ص 81) لكن جواب الشيخ المفيد هو الجواب الوافي. وقد ذكر الشيخ في الجواب عن الاعتراض الثالث نكتة مهمة، وهي: أن الخصوم يلتزمون - كافة - بالاجتهاد في الا حكام، ويلجأون إلى الاجتهاد، من بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة (أي بعد سنة (11) هجرية). وأما نحن فنلتزم بالاجتهاد بعد عصر ظهور الائمة عليهم السلام و بالتحديد بعد الغيبة الصغرى (سنة (329) هجرية). فحالنا في عصر الغيبة، هي عين حالهم ؟ فما وجه اعتراضهم علينا في مسألة الاحكام. ونحن، وإن اضطررنا - لمكان الغيبة - إلى اللجوء إلى الاجتهاد - بهذا الشكل - لكنا مع ذلك ملتزمون بوجود إمام لعصرنا، نعرفه بالشخص والاسم والصفة، فنحن ممتثلون لما ورد في الخبر المذكور، بعيدون عن الجاهلية وميتتها. واما الخصوم - فمهما كانت معالجتهم لفروع الشريعة - فما هو موقفهم من مدلول هذا الحديث المجمع عليه سندا، والواضح دلالة ؟ وبمن ياتمون في دينهم، ومن هو " الامام " عليهم في عصرهم وزمانهم ؟ ! وإذا كانوا لا يعرفون " إماما " فالحديث عين، بأية ميتة يموتون ؟ وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ________________________________________