[ 15 ] قال السائل: فقد كان يجب ان ينقل هذه الاخبار مع الشيعة غيرهم. فقال له: هذا غير لازم ولا واجب، ولو وجب وجب ان لا يصح خبر لا ينقله المؤالف والخ الف وبفلت الاخبار كلها. فقال السائل: فأذا كان الامام (ع) غائبا طول هذه المدة لا ينتفع به، فما الفرق بين وجوده وعدمه. قال له: ان الله سبحانه إذا نصب دليلا وحجة على سائر خلقه فأخافه الظالمون كانت الحجة على من اخافه لاعلى الله سبحانه، ولو اعدمه الله كانت الحجة على الله لاعلى الظالمين، وهذا الفرق بين وجوده وعدمه. قال السائل: الا رفعه الله إلى السماء فإذا ان قيامه انزله ؟ فقال له: ليس هو حجة على اهل السماء، انما هو حجة على اهل الارض، والحجة لا تكون الا بين المحجوجين به، وايضا فقد كان هذا لا يمتنع في العقل لو لا الاخبار الواردة ان الارض لا تخلو من حجة، فلهذا لم يجز كونه في السماء، ________________________________________ إلى اخر ابياته الشعرية. وبقي على ذلك ردحا من الزمن حتى التقى الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وراى منه علامات الامامة وشاهد فيه دلالات الوصية، فسأله عن الغيبة، فذكر له انها حق، ولكنها نقع في الثاني عشر من الائمة عليهم السلام، واخبره. بموت محمد بن الحنفية وان اباه شاهد دفنه، فرجع السيد عن مقالته واستغنر من اعتقاد، ورجع إلى الحق عند اتضاحه له " ودان بالامامة. وهكذا فالامر يوضح بلا ادنى ريبة اعنقاد المسلمين بالغيبة وتواتر الاخبار عنها تجل وقوعها سواء عن رسول الله صلى الله عليه واله أو عن اهل بيته علبهم السلام، أو حتى من الخالفين لهم، ولقد افرد علماء الشيعة الامامية ورجالاتها مؤلنات ضخمة في هذا الامر اتاموا فيه الحجج البينة والشواهد الثابتة التي لا تدع للتسائل منفذا. ________________________________________