تركت الفؤاد عليلا يعاد ... وشردت نومي فمالي رقاد ... .
وأنشدني محمد بن الحسين بن موسى قال أنشدنا محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز قال أنشدنا أبو جعفر الفرغاني قال أنشدنا سمنون البصري ... أحن بأطراف النهار صبابة ... وبالليل يدعوني الهوى فأجيب ... وأيامنا تفنى وشوقي زائد ... كان زمان الشوق ليس يغيب .
سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت أبا بكر العجان يقول سمعت سمنونا يقول إذا بسط الجليل غدا بساط المجد دخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشيه وإذا أبدى عينا من عيون الجود ألحق المسيء بالمحسن .
أخبرت عن عمر بن رفيل وقد لقيته بجرجوايا قال سمعت أبا القاسم الهاشمي يقول كنت في بيت المقدس في برد شديد وعلي جبة وكساء وأخذ البرد والثلج يسقط فرأيت شابا عليه خرقتان في صحراء يمشي فقلت يا حبيبي لو استترت ببعض هذه الأروقة فتكنك من البرد فقال لي يا أخي سمنون ... ويحسن ظني أنني في فنائه ... وهل أحد في كنه يجد القرا .
أخبرني جعفر بن محمد بن نصير في كتابه وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال قال أبو أحمد القلانسي فرق رجل ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم فقال لي سمنون يا أبا أحمد ما ترى ما أنفق هذا وما قد عمله نحن ما نرجع إلى شيء ننفقه فامض بنا إلى موضع نصلي فيه بكل درهم أنفقه ركعة فذهبنا إلى المدائن فصلينا أربعين ألف ركعة وزرنا قبر سلمان وانصرفنا وكان يقول أول وصل العد هجرانه لنفسه وأول هجران العبد للحق تعالى مواصلته لنفسه وكان يقول مضى الوقت فصار الوقت مقتا وقتك خراب وقلبك في المحراب ومن كانت عبادته عناء كانت ثمرته ضناء ومنهم المشهورون بالنسك والتعبد السالكون مسلك أوليائهم من المتعبدين الذين تخرجوا على المتحققين وراضوا أنفسهم رياضة العلماء