هواه وأضله الله على علم طمعا فيما لم يسعد به بحقيقة هيهات إن أهل هذه الإشارة ناس لم تبق لهم همة تومى إلى ذكر فعل مذموم دون أن يجري ذلك عليهم بعلم من العلوم إذ كانت حركاتهم عن الحق بالحق في جميع الأحكام لا تعترضها خواطر البشرية ولا يليق فيها فعل الأفعال الطبيعية لا يقولون إلا بالحق ولا ينطقون عن الهوى بذلك خبرنا عن المصطفى A فقال وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى فأما الفرقة التي اغترت بما لم تؤت ولم تفارق العلل المستولية عليهم من حركات طباعهم الداعية إلى حاجتها وشهواتها فأولئك مثلهم كما قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون وقوله فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء فهم رهائن أعمالهم لزم كل عبد منهم طائره في عنقه إذ يقول وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه الآية وقال كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين جعلنا الله وإياكم من أصحاب اليمين وهم أهل القوة .
وفيما كتب إلي جعفر وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال سمعت رويما يقول الصبر ترك الشكوى والرضاء استلذاذ البلوى واليقين المشاهدة والتوكل إسقاط رؤية الوسائط والتعلق بأعلى الوثائق والأنس أن تستوحش من سوى محبوبك وسئل عن المحبة فقال الموافقة في جميع الأحوال وأنشد ... ولو قلت لي مت مت سمعا وطاعة ... وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا ... وقيل له كيف حالك فقال كيف يكون حال من دينه هواه وهمته شقاؤه ليس بصالح نقي ولا عارف تقي قال الشيخ ذكرنا لجده حديثا مسندا لموافقة اسمه اسمه .
حدثنا محمد بن جعفر بن ا لهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا رويم بن يزيد المقرئ ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر قال رأى النبي A أبا الدرداء يمشي قدام أبي بكر فقال يا أبا الدرداء