بصحة الياس وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الذكر واستجلب نور القلب بدوام الحذر واستفتح باب الحزن بطول الفكر وتزين لله بالصدق في كل الأحوال وتحبب إلى الله بتعجيل الإنتقال وإياك والتسويف فإنه يغرق فيه الهلكى وإياك والغفلة فان فيها سواد القلب وإياك والتواني فيما لا عذر فيه فإنها ملجأ النادمين واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الإستغفار واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر واستدم عظيم الشكر بخوف زوال النعم .
حدثنا عثمان بن محمد قال قرىء على أبي الحسن قال يوسف بن الحسين سئل سهل بن عبدالله أي شيء أشق على إبليس قال إشارة قلوب العارفين وأنشد ... قلوب العارفين لها عيون ... ترى مالا يراه الناظرونا ... .
حدثنا عثمان بن محمد قال العباس بن أحمد سئل سهل متى يستريح الفقير من نفسه قال إذا لم ير وقتا غير الوقت الذي هو فيه .
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدالرحمن الغزالي الأصبهاني بالبصرة ثنا علي بن أحمد بن نوح الأهوازي قال سمعت سهل بن عبدالله يقول خلق الله الخلق ليسارهم ويساروا الخلق فأن لم تفعلوا فناجوني وحدثوني فإن لم تفعلوا فاسمعوا مني فإن لم تفعلوا فانظروا إلي فإن لم تفعلوا فكونوا ببابي وارفعوا حوائجكم فاني أكرم الأكرمين وقال سهل طلب العلم فريضة على كل مسلم قال علم حاله في الحركة والسكون إن أتاه الموت أي شيء حاله فيما بينه وبين الله لأن الله هو المنعم فكيف شكره للمنعم وأدنى ما يجب للرب على العباد ألا يعصوه فيما أنعم عليهم وكيف حاله فيما بينه وبين الخلق على أي جهة على الرحمة والنصيحة أم على المكر والخديعة وقال من أصبح وهمه ما يأكل ولم يكن همه هم قبره وحال لحده لو ختم البارحة القرآن ويصلي اليم خمسمائة ركعة أصبح في يوم مشئوم عليه لهمة بطنه وقال تعالى يعلم ما في أنفسكم فاحذروه قال ما في غيبكم لم تفعلوه ستفعلونه فاحذروه قال فاصرخوا إليه حتى يكون هو الذي يلي الأمر وهو الذي يصلح الشأن وهو الذي يعصم وهو الذي يوفق وهو الذي يختم بخير