لأهل الخصوص ومن خلا قلبه من ذكر الآخرة تعرض لوساوس الشيطان .
سمعت أبي يقول سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول سمعت سهل بن عبدالله يقول كفى الله العباد دنياهم فقال عز من قائل أليس الله بكاف عبده واستعبدهم بالآخرة فقال تزودوا فإن خيرالزاد التقوى وسمعت سهلا يقول أول العيش في ثلاث اليقين والعقل والروح وقال وإياي فاتقون موضع العلم السابق وموضع المكر والإستدراج وإياي فارهبون موضع اليقين ومعرفته وقال على قدر قربهم من ا لتقوى أدركوا اليقين وأصل اليقين ومباينة النهي مباينة النهى مباينة النفس فعلى قدر خروجهم من النفس أدركوا اليقين وتتفاضل الناس في القيامة على قدر يقينهم فمن كان أوزن يقينا كان من دونه في ميزانه ومن لم يكن تعبده لله كأنه يراه أو يعلم أنه يراه فهو غافل عن الله وعلى قدر مشاهدته يتعرف الإبتلاء وعلى قدر معرفته بالابتلاء يطلب العصمة وعلى قدر طلبه العصمة يظهر فقره وفاقته إلى الله وعلى قدره فقر وفاقته يتعرف الضر والنفع ويزداد علما وفهما وبصرا وقال سهل ثلاثة أشياء احفظوها مني وألزموها أنفسكم لا تشبعوا ولا تملوا من عملكم فإن الله شاهدكم حيثما كنتم وأنزلوا حاجتكم به وموتوا ببابه وقال شيئان يذهبان خوف الله من قلب العبد أصل الدعوى والمعصية وصحاب المعصية إذا خوفته واحتججت عليه بالإيمان ينقاد ويخضع ويقر بالخوف وصاحب الدعوى لا يقر بالحق ولا ينقاد للخوف البتة ولا يوجد قلب أخلى من الخير ولا أقصى ولا أبعد من خوف الله من قلب المدعي وقال أصل الهلاك الدعوى وأصل الخير الإفتقار وقال حكم المدعي أنه تصحبه هذه الثلاثة الخصال تصحبه التزكية لنفسه وقد نهى عن ذلك وجهله بنعم الله عليه وجهله بحاله .
حدثنا عثمان بن محمد قال قرىء علي أبي الحسن أحمد بن محمد بن عيسى سمعت أبا عبدالله محمد بن أحمد بن سلمة النيسابوري يقول سمعت سهل بن عبدالله يقول استجلب حلاوة الزهد بقصر الأمل واقطع أسباب الطمع