ولهم في الآخرة ربيع بر ساروا على المطايا من شكره حتى وصلوا إلى العطايا من ذخره فأنه ملك كريم .
سمعت محمد بن محمد بن عبيدالله يقول سمعت محمد بن محمد بن مسعود البدشي يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول العارف قد يشتغل بربه عن مفاخرة الأشكال ومجالس العطايا وعن منازعة الأضداد في مجالس البلايا قال وسمعت يحيى بن معاذ يقول أوثق الرجاء رجاء العبد ربه وأصدق الظنون حسن الظن بالله .
سمعت محمد بن محمد بن عبيدالله يقول سمعت أحمد بن محمد بن مسعود يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول طوبى لعبد أصبحت العبادة حرفته والفقر منيته والعزلة شهوته والآخرة همته وطلب العيش بلغته وجعل الموت فكرته وشغل بالزهد نيته وأمات بالذل عزته وجعل إلى الرب حاجته يذكر في الخلوات خطيئته وأرسل على الوجنة عبرته وشكى إلى الله غربته وسأله بالتوبة رحمته طوبى لمن كان ذلك صفته وعلى الذنوب ندامته جأر الليل والنهار وبكاء إلى الله بالأسحار يناجي الرحمن ويطلب الجنان ويخاف النيران .
سمعت محمد بن محمد يقول سمعت محمد بن أحمد بن مسعود البدشي يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول الكيس من فيه ثلاثة خصال من بادر بعمله وتسوف بامله واستعد لأجله قال وسمعت يحيى يقول المغبون يوم القيامة من فيه ثلاثة خصال من قرض أيامه بالبطالات وبسط جوارحه على الحسرات ومات قبل إفاقته من السكرات قال وسمعت يحيى بن معاذ يقول سبحان الله فلعل لا إله إلا الله تستوهبه من أهل لا إله إلا الله فليس ما أتى به من الذنب عصيانا أكثر مما أتى به من التوحيد إيمانا .
سمعت محمد بن محمد بن عبيدالله يقول سمعت محمد بن أحمد سنة خمس وثلاثمائة يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول إن العبد على قدر حبه لمولاه يحببه إلى خلقه وعلى قدر توقيره لأمره يوقره خلقه وعلى قدر