وصيرني من بعد في دين أحمد ... وعلمني ما غاب عنه سؤاليا ... وفهمني نورا وعلما وحكمة ... فشكري له في الشاكرين موازيا ... فمن أجل ذا أرجوه إذ كان ناظرا ... لضعفي وجهلي في الملاثم حاليا ... ومن أجل ذا أرجوه إذ كان غافرا ... ومن أجل ذا قد صح مني رجائيا ... ومن أجل ذا أرجوه إذ لم يكافني ... ولكن بلطف منه كان ابتدائيا ... فلو كنت ذا عقل لما قد رجوته ... لقد كنت ذا خوف وشكري محاذيا ... ولو كنت أرجوه لحسن صنيعه ... شكرت فصح الآن مني حيائيا ... فشكري له إذ صيرت بالحق عالما ... وللشر وصافا وللخير واصيا ... ومن بعد ذا وصفي لنفسي وطبعها ... ووصفي غيري إذ عرفت ابتدائيا ... فهذا من الأنباء وصف غرائب ... فمن كان وصف لكان بحاليا ... فكيف به إذ كان بالحق عالما ... فهيهات لا ينجيه إلا الفيافيا ... وذاك لأن الناس قد آثروا الهوى ... على الحق سرا ثم جهرا علانيا ... فهذا زمان الشر فاحذر سبيله ... فإن سبيل الشر يردي المهاويا ... سيأتيك من أنبائه وصف خابر ... كلام بتحبير ووصف قوافيا ... يقولون لي اهجر هواك وإنما ... أكد وأسعى أن أقيم هوائيا ... ونفسك جاهدها وإني لمائل ... إليها فا أن دار إلا تنائيا ... وكيف أطيق اليوم أن أهجر الهوى ... وقد ملكته النفس مني زماميا ... تقودني الأيام في كل محنة ... لدى طبع يبدوا يهيج ذاتيا ... فأصبحت مأسورا لدى النفس والهوى ... يشدان مني ما استطاعا وثاقيا ... .
أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن خذلم الدمشقي في كتابه ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن عاصم قال سمعت الحنيني يذكر أنه سمع مالك بن أنس يقول كان نافع يجالس زياد بن أبي زياد فمات زياد فكان نافع يمر بنا فنقول ألا نوسع لك رحمك الله قال فيأبى ويقول اتقوا هذه المجالس