توفي محمد بن نوح C فتقدم أبي فصلى عليه ثم صار إلى بغداد وهو مقيد فمكث بالياسرية أياما ثم صير إلى الحبس في دار اكتريت له عند دار عمارة ثم نقل بعد ذلك إلى حبس العامة في درب الموصلية فمكث في السجن منذ أخذ وحمل إلى أن ضرب وخلي عنه ثمانية وعشرين شهرا قال أبي فكنت أصلي بهم وأنا مقيد وكنت أرى بوران يحمل له في زورق ماء بارد فيذهب به إلى السجن .
حدثنا محمد بن جعفر وعلي بن أحمد والحسين بن محمد قالوا ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو الفضل صالح بن أ مد بن حنبل قال أبي لما كان في شهر رمضان لليلة سبع عشرة خلت منه حولت من السجن إلى دار إسحاق بن إبراهيم وأنا مقيد بقيد واحد يوجه إلي في كل يوم رجلان سماهما أبي قال أبو الفضل وهما أحمد بن رباح وأبو شعيب الحجاج يكلماني ويناظراني فإذا أرادا الانصراف دعوا بقيد فقيدت به فمكثت على هذه الحال ثلاثة أيام فصار في رجلي أربعة أقياد فقال لي أحدهما في بعض الأيام في كلام دار بيننا وسألته عن علم الله فقال علم الله مخلوق فقلت له يا كافر كفرت فقال لي الرسول الذي كان يحضر معهم من قبل إسحاق هذا رسول أمير المؤمنين قال فقلت له إن هذا زعم أن علم الله مخلوق فنظر إليه كالمنكر عليه ما قال ثم انصرفا قال أبي وأسماء الله في القرآن والقرآن من علم الله فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر ومن زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر قال أبي C فلما كانت ليلة الرابعة بعد العشاء الآخرة وجه المعتصم بنا إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي يأمره بحملي فأدخلت على إسحاق فقال لي يا أحمد انها والله نفسك إنه خلف أن لا يقتلك بالسيف وأن يضربك ضربا بعد ضرب وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس أليس قد قال الله D إنا جعلناه قرآنا عربيا فيكون مجعولا إلا مخلوق قال أبي فقلت له قد قال فجعلهم كعصف مأكول أفخلقهم فقال اذهبوا به قال أبي فأنزلت إلى شاطئ دجلة فأحدرت إلى الموضع المعروف بباب البستان ومعي بغا الكبير ورسول من قبل إسحاق قال فقال