لو قيل انتقص من عمرك ويزاد في عمره لفعلت ولو خيرت بين موته أو موت هذا يريد ابنه أبا عبيدة وإني لأحبه يعني أبا عبيدة قال وأحبه لأنه جاءني على الكبر لاخترت موت هذا فسبحان الذي جمع بين هاتين الخصلتين في قلبي قال محمد يريد لما يحدث بعد هارون من البلاء .
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني إسماعيل بن عبدالله أبو النضر ثنا يحيى بن يوسف الزمي عن الفضيل بن عياض قال لما دخل على هارون أمير المؤمنين قال أيكم هو قال فأشاروا إلى أمير المؤمنين فقال أنت هو يا حسن الوجه لقد وليت أمرا عظيما إني ما رأيت أحدا هو أحسن وجها منك فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل فقال لي عظني فقلت ماذا أعظك هذا كتاب الله تعالى بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه وماذا عمل بمن عصاه وقال إني رأيت الناس يغوصون على الناء عوصا شديدا ويطلبونها طلبا حثيثا أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالوها فقال عد إلي فقال لو لم تبعث إلي لم آتك وإن انتفعت بما سمعت مني عدت إليك .
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا أبو عمر الحرمي النحوي ثنا الفضل بن الربيع قال حج أمير المؤمنين فأتاني فخرجت مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال ويحك قد حاك في نفسي شيء فانظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا سفيان بن عيينة فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعنا الباب فقال من ذا قلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحدثه ساعة ثم قال له عليك دين فقال نعم قال أبا عباس اقض دينه فلما خرجنا قال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله قلت ههنا عبدالرزاق بن همام قال امض بنا إليه فأتيناه فقرعنا الباب فخرج مسرعا فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئناك له فحادثه ساعة