إليه فلما رآني قال يا بن يزيد بلغني أنك اشتريت دارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا قلت قد كان ذلك قال فإنه يأتيك من لا ينظر في كتابك ولا يسأل عن بينتك حتى يخرجك منها شاخصا يسلمك إلى قبرك خالصا فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالك أو ورثت مالا من غير حله فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة ولو كنت حين اشتريت كتبت على هذه النسخة هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج بالرحيل اشترى منه دارا تعرف بدار الغرور حد منها في زقاق الفناء إلى عسكر الهالكين ويجمع هذه الدار حدود أربعة الحد الأول ينتهي منها إلى دواعي العاهات والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات والحد الثالث ينتهي منها إلى دواعي الآفات والحد الرابع ينتهي إلى الهوى المردى والشيطان المغوي وفيه يشرع باب هذه الدار على الخروج من عز الطاعة إلى الدخول في ذل الطلب فما أدركك في هذه الدار فعلى مبلبل أجسام الملوك وسالب نفوس الجبابرة ومزيل ملك الفراعنة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير ومن جمع المال فأكثر واتحد ونظر بزعمه الولد ومن بنى وشيد وزخرف وأشخصهم إلى موقف العرض إذا نصب الله D كرسيه لفصل القضاء وخسر هنالك المبطلون يشهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ونظر بالعينين إلى زوال الدنيا وسمع صارخ الزهد عن عرصاتها ما أبين الحق لذي عينين إن الرحيل أحد اليومين فبادروا بصالح الأعمال فقددنا النقلة والزوال .
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا عبدالصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول مالكم وللملوك ما أعظم منتهم عليكم قد تركوا لكم طريق الآخرة فاركبوا طريق الآخرة ولكن لا ترضون تبيعونهم بالدنيا ثم تزاحمونهم على الدنيا ما ينبغي لعالم أن يرضى هذا لنفسه .
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد ثنا عبدالصمد قال سمعت الفضيل يقول يكون شغلك في نفسك ولا يكون شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره