ترى حال من كثرت ذنوبه وضعف عمله وفنى عمره ولم يتزود لمعاده ولم يتأهب للموت ولم يخضع للموت ولم يتشمر للموت ولم يتزين للموت وتزين للدنيا هيه وقعد يحدث يعني نفسه واجتمعوا حولك يكتبون عنك بخ فقد تفرغت للحديث ثم قال هاه وتنفس طويلا ويحك أنت تحسن تحدث أو أنت أهل أن يحمل عنك استحيي يا أحمق بين الحمقان لولا قلة حيائك وسفاهة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت أما تعرف نفسك أما تذكر ما كنت وكيف كنت أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك ولا سمعوا منك شيئا أبدا فيأخذ في مثل هذا ثم يقول ويحك أما تذكر الموت أما للموت في قلبك موضع أما تدري متى تؤخذ فيرمى بك في الآخرة فتصير في القبر وضيقه ووحشته أما رأيت قبرا قط أما رأيت حين دفنوه أما رأيت كيف سلوه في حفرته وهالوا عليه التراب والحجارة ثما قال ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كله يعني نفسه تدري من تكلم بفقه كله عمر بن الخطاب كان يطعمهم الطيب ويأكل الغليظ ويكسوهم اللين ويلبس الخشن وكان يعطيهم حقوقهم ويزيدهم أعطى رجلا عطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفا فقيل له ألا تزيد أخيك وكما زدت هذا قال إن أبا هذا ثبت يوم أحد ولم يثبت أبو هذا .
حدثنا محمد بن علي ثنا ابو سعيد الجندب ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ما رأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا تلقى له حصير في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة حتى تغلبه عينه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا ثم يقوم فاذا غلبه النوم نام ثم يقول هكذا حتى يصبح وكان دأبه إذا نعس أن ينام ويقال أشد العبادة ما يكون هكذا وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث إذا حدث وكان يثقل عليه الحديث جدا ربما قال لي لو أنك تطلب مني الدراهم كان أحب الي من أن