قال ابراهيم بن قديد فقلت له يا أبا إسحاق هذا جراب رفيقي قال فأنت تريد تصحب من لا يكون بشيئه أولى منه قال ابن قديد وكنت عنده يوما جالسا في البيت فأهديت إليه فاكهة ونحن جماعة في البيت فقال يا ابن قديد دعه لا آكل لا أنا ولا أنت منه شيئا ويأكله أصحابنا قال فأكله أصحابنا ولم نذقه .
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين ثنا احمد بن إبراهيم حدثني يحيى بن عثمان أخبرني أبو يحيى رفيق إبراهيم بن أدهم قال سألت إبراهيم ابن أدهم ونزلنا منزلا فسألته عن سقف البيت ما هو بحجارة أم خشب فقال ما أدري وسألته عن الجارية التي كانت تخدمنا سوداء هي أم بيضاء قال لا أدري .
وأخبرت عن عبدالله بن احمد بن سوادة ثنا نصر بن منصور المصيصي ابو محمد قال ورد ابراهيم المصيصة فأتى منزل أبي اسحاق الفزاري فطلبه فقيل له وهو خارج فقال أعلموه اذا أتى أن أخاه ابراهيم طلبه وقد ذهب الى مرج كذا وكذا يرعى فرسه فمضى الى ذلك المرج فاذا الناس يرعون دوابهم فرعى حتى أمسى فقالوا له ضم فرسك الى دوابنا فان السباع تأتينا فأبى وتنحى ناحية فأوقدوا النيران حولهم ثم أخذوا فرسا لهم صؤولا فأتوه به وفيه شكالان يقودونه بينهم فقالوا له أن في دوابنا رماكا أو حجورا فليكن هذا عندك قال وما يصنع بهذه الحبال فمسح وجهه وأدخل يده بين فخذيه فوقف لا يتحرك فتعجبوا من ذلك لامتناعه فقال لهم اذهبوا فجلسوا يرمقون ما يكون منه ومن السباع فقام إبراهيم يصلي وهم ينظرون فلما كان في بعض الليل أتته أسد ثلاثة يتلو بعضها بعضا فتقدم الأول اليه فشمه ودار به ثم تنحى ناحية فربض وفعل الثاني والثالث كفعل الأول ولم يزل ابراهيم يصلي ليلته قائما حتى اذا كان السحر قال للأسد ما جاء بكم تريدون أن تأكلوني امضوا فقامت الأسد فذهبت فلما كان الغد جاء الفزاري الى أولئك فسألهم فقال أجاءكم رجل قالوا أتانا رجل مجنون وأخبروه بقصته وأروه فقال أو تدرون من هو قالوا لا قال هو إبراهيم بن أدهم فمضوا معه إليه فسلم وسلموا عليه ثم انصرف