والأعراض وانتصب في قيام التوحيد للتهدف والأغراض صار للمحن هدفا وللبلاء غرضا وزهد فيما عزله جوهرا كان أو عرضا تفرد بالحق عن الالتفات إلى الخلق وقد قيل إن التصوف الاعتصام بالحقائق عند اختلاف الطرائق .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن ابراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن ابن عباس أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خرج حين توفي رسول الله A وعمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فقال اجلس يا عمر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت إن الله تعالى قال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية قال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله D أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها 1 منه الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها قال ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب Bه قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله A قد مات قال الشيخ C وكان رضي الله تعالى عنه يتوصل بعز الوفاء إلى أسنى مواقف الصفا وقد قيل إن التصوف تفرد العبد بالصمد الفرد .
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا عبدالرازق عن معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لما أنفذت قريش جوار ابن الدغنة قالوا له مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره قال ففعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ فتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يتعجبون