[389] بسمه تعالى الدكتور حامد حفني داود، أستاذ الادب العربي بكلية الالسن العليا ورئيس قسم العربي بجامعة عين شمس القاهرة، مؤلف مكثر مجيد، وباحث ناقد حصيف منصف في المذاهب الاسلامية. كتب البحث الآتي حول كتاب احاديث عائشة (رض) في طبعته الاولى: " أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". بهذه الكلمات كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يفتتح مجالسه العلمية بين أقرانه من الصحابة وتلاميذه من التابعين، وهو حين يبدأ بها مقاله العلمي إنما يعني اسمى ما يقصد إليه علماء الدين، وطلاب الحقيقة من حيث السعي وراء الحق وحده، والابتعاد عن الضلالة والزيغ وهجر القول وفحشه. وأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالاستمساك بركني الدين الحنيف وهما: كلام الله سبحانه، وكلام رسوله عليه السلام. أما (الاول) فلانه الحق الاسمى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، كيف لا، وهو كلام الله سبحانه المعجز للبشر، الدال على نبوة محمد عليه السلام. وأما (الثاني) فلانه كلام هذا النبي الامي الامين الكريم الناطق بكتاب الله تعالى، فهو لا ينطق إلا عن وحي، ولا يقول إلا عن صدق، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، وقد نعته سبحانه في محكم آياته بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم). ________________________________________