[383] إطفاء لنور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (288). وحيث لم يتأت له ذلك جد في إطفاء ذكرهم، وحشر جنوده لوضع أحاديث في ذمهم ودفع ما وصم به بيته، فان ورد عن الرسول أحاديث في لعنه، ولعن أبيه، ولعن آل أبيه، وغيرهم من بني أمية، كالحكم بن أبي العاص، وأمثاله، فليتحدث الناس أن الرسول قد قال: اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته، أو سببته فاجعله له زكاة وطهورا (289). إن هذا الحديث وأمثال سلاح ذو حدين في صالح معاوية فإنه حين يرحض عن أسرته ما وصموا به، يضع من رسول الله، ويجعله في عداد من لا يملكون أنفسهم عند الغضب خلافا لقول الله فيه، (وإنك لعلى خلق عظيم) وقوله فيه: (ولا ينطق عن الهوى)، وقد فات قصد معاوية عن كثير من المسلمين، فجاروه فيما يريد، وهو إذ لم يستطع إظهار دخيلة نفسه عن الرسول فإنه استطاع ان يعلنها صريحة سافرة في مجالات أخرى كالدفاع عن عثمان وذويه وسياسته، والحط من علي وآله وأشياعه وسياسته، على ما سبق منا الاشارة إليه آنفا، وكان معاوية شديدا على من لم يجاره في هذه السياسة، يذيقهم الهوان، ويصلبهم، ويدفنهم أحياء، وقد عاصرته أم المؤمنين، وكانت مرعية الجانبة في بادئ عهده، وكانا على وفاق تام في حرب علي، أما موقفها من سياسته في معركة التحديث خاصة، فيكشفها لنا أولا قول حكيم بن افلح لسعد بن هشام عندما طلب سعد من حكيم ان يذهب معه إلى عائشة فقال حكيم: ما أنا بقاربها. اني نهيتها ان تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت هي الا مضيا.. الحديث (290). وثانيا حديثها الآتي في عثمان. ________________________________________ (288) مروج الذهب تحقيق محمد محيي الدين 3 / 28، في ذكر أيام معاوية. (289) سندرسها ونظائرها في القسم الثاني من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى. (290) مسند أحمد 6 / 54 53، وفي تهذيب التهذيب 2 / 444 ترجمة حكيم. ________________________________________