[20] أجل.. ببركة الاسناد نستطيع الذب عن حريم ديننا، والذود عن حياض شريعتنا. ومن هنا كان تأكيد الاصحاب (رضوان الله تعالى عليهم) على (الاجازة في الرواية) حفاظا على بقاء اتصال سلسلة السند إلى المعصوم عليه السلام. والاجازة - وان كان كثير من أهل زماننا لا يحرصون عليها حرص العلماء السابقين - إلا أنها - بحق - من أهم الامور لبقاء الاسناد واستمراره. طلب الاسناد العالي: بعد الحث - الذي تقدم بعضه - على الاخذ بالحديت المسند والاعتماد على الاسناد، ورد - أيضا - التأكيد على الاسناد العالي، بل بالغوا في طلبه وأكدوا عليه، حتى جعلوا الرحلة في طلب الاسناد العالي مستحبة مؤكدة، وأن " قرب الاسناد قرب أو قربة إلى الله " (1)، فلذلك كانوا يشدون الرحال إلى من عنده شئ من تلك الاسانيد العالية، فكان الرجل منهم يرحل الايام بل الاسابيع والشهور للقاء محدث عمر أو لقي كبار الرواة في سن مبكر، حتى عد السند إليه عاليا، وقد اعتبروا ذلك من جملة مميزات المحدث وأنه عالي الاسناد، أو كما عبر النجاشي عن جماعة بقوله: " وكان علوا في الوقت " (2) أو " وكان في هذا * (هامش) (1) انظر: الرعاية: ص 112، والرواشح السماوية: ص 126، ومقباس الهداية: ج 1، ص 244 - 245، ومعرفة علوم الحديت: ص 5 - 7، والجامع لاخلاق الراوي: ج 1، ص 184، رقم 118 - 119، وص 185، رقم 120، ومقدمة ابن الصلاح، ص 255 - 257، وفتح المغيت: ج 3، ص 5 - 6، وتدريب الراوي: ص 341، واختصار علوم الحديث: ص 106، والباعث الحثيث: ص 155. (2) رجال النجاشي. ص 87، رقم 211 (*). ________________________________________