[19] محمد عليه السلام " (1). وهذا جابر بن يزيد الجعفي يقول للامام الباقر عليه السلام: " إذا حدثتني بحديث فاسنده لي... " (2). وهذا الكلام من جابر لا لانه لا يرى حجية قول الامام عليه السلام، بل طلبه لذلك كان إما تبركا أو لموقع احتجاجه على الخصوم. وما كل هذا الاهتمام من الاصحاب بالاسناد والتأكيد عليه، إلا لشعورهم بأهمية مكانته، وخطورة دوره في إيصال أحكام الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى من لم يتشرف بسماعها من منبعها الصافي ومنهلها العذب. وقد روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني باسناده عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: " قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا حدثتم بحديث، فأسندوه إلى الذي حدثكم، فإن كان حقا فلكم وان كان كذبا فعليه " (3). وهذا الحديث المبارك يعتبر أقدم نص عند المسلمين قاطبة، يدل بصراحة على أهمية الاسناد وعلو شأنه، وأنه به ينجو الناقل للحديث من بعض الكبائر التي توعد عليها بالنار. وقد روي عن عبد الله بن المبارك (ت / 181 ه) أنه قال: " الاسناد من الدين، ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء " (4). ________________________________________ (1) رجال النجاشي: ص 39. وأنما عبرت عن كتاب النجاشي ب (الرجال) لاشتهاره بذلك، وطباعته بهذا الاسم، وألا فاسمه الصحيح (الفهرست). (2) أمالي الشيخ المفيد: ص 42، مجلس 5، ح 10. (3) الكافي: ج 1، ص 52، ك (فضل العلم) ب 17، ح 7. (4) أنظر: شرف أصحاب الحديث: ص 41، رقم 77 - 78، ومقدمة أبن الصلاح: ص 256، وفتح المغيث: ج 3، ص 4، وتدريب الراوي: ص 341 (*). ________________________________________