[34] تسكبه وهى تبكى لبكائه، وتقول: قرة عينى وثمرة فؤادى ما الذى يبكيك لا أبكى الله لك عينا ما بالك يا حشاشته قلبى. قال: خيرا يا أماه. قالت: بحقى عليك وبحق جدك وابيك الا ما اخيرتني. فقال لها: يا أماه كان جدى ملنى من كثرة ترددي إليه. قالت: فداك نفسي لماذا. قال: يا أماه جئت أنا وأخي إلى جدنا لنزوره فاتيناه وهو في المسجد وأبي وأصحابه من حوله مجتمعون فدعى الحسن وأجلسه على فخذه الاءيمن وأجلسني على فخذه الاءيسر ثم لم يرض بذلك حتى قبل الحسن في فمه بعد أن شمه طويلا وأما انا فأعرض عن فمي وقبلني في نحري فلو أحبني ولم يبغضني لقبلني مثل أخي هل في فمي شئ يكرهه يا أماه شميه أنت. قالت الزهراء: هيهات يا ولدي والله العظيم ما في قلبه مقدار حبة خردل من بغضك. فقال: يا أماه كيف لا يكون ذلك وقد عمل هذا. قالت: والله يا ولدى إنى سمعته كثيرا يقول: حسين منى وأنا منه ألا ومن آذى حسينا فقد اذانى اما تذكر يا ولدى لما تصارعتما بين يديه جعل يقول: ايها يا حسن، فقلت له: كيف يا ابتاه تنهض الكبير على الصغير، فقال: يا ابنتاه هذا جبرئيل ينهض الحسين وأنا انهض الحسن عليه السلام وأنه يا ولدي مر يوما جدك على منزلي وأنت تبكى في المهد فدخل أبى وقال لى: سكتيه يا فاطمة ألم تعلمي أن بكائه يؤذيني وكذلك الملائكة بكاؤه يؤذيهم. وقال مرارا: اللهم إنى أحبه وأحب من يحبه فكيف يا ولدي تلك لكن سربنا الى جدك، فأخذ بيد الحسين هي وتجر أذيالها حتى أتت إلى باب المسجد ________________________________________