[24] ومن طريق أصحابنا: حدثني علي بن حبشي بن قوني، عن جعفر بن محمد الفزاري، عن الحسين المنقري، عن الحسن بن محبوب، عن الثمالي، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن خباب، عن سلمان والبراء قالا: قالت ام سليم: كنت امرأة قد قرأت التوراة والانجيل، فعرفت أوصياء الأنبياء، وأحببت أن أعلم وصى محمد صلى الله عليه وآله. فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفت الركاب مع الحي، فقلت: يا رسول الله ما من نبي إلا وكان له خليفتان: خليفة يموت قبله، وخليفة يبقى بعده، وكان خليفة موسى في حياته هارون عليه السلام فقبض قبل موسى، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون، وكان وصى عيسى عليه السلام في حياته كالب بن يوفنا (1) فتوفي كالب في حياة عيسى، ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمة مريم، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك إلا وصيا واحدا في حياتك و بعد وفاتك، فبين لي بنفسي أنت يا رسول الله من وصيك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن لي وصيا واحدا في حياتي وبعد وفاتي). قلت له: من هو ؟ فقال: (ايتيني بحصاة فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه، ثم فركها بيده كسحيق الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه، فبدا النقش فيها للناظرين، ثم أعطانيها وقال: (يا ام سليم من استطاع مثل هذا فهو وصيي). قالت: ثم قال لي: (يا ام سليم وصيي من يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن)، فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف و بيده اليسرى إلى الارض قائما لا ينحني في حالة واحدة إلى الأرض، ولا يرفع ________________________________________ (1) - والظاهران الصحيح كالب بن يوحنا. ________________________________________