[22] فلما رأيا الخلع بيضا قالا: (يا جداه كيف هذا وجميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب)، فأطرق النبي صلى الله عليه وآله ساعة متفكرا في أمرهما فقال جبرئيل: يا محمد طب نفسا وقر عينا إن صابغ صبغة الله عزوجل يقضي لهما هذا الامر ويفرح قلوبهما بأي لون شاء، فأمر يا محمد بإحضار الطشت والابريق، فحضرا فقال جبرئيل: يا رسول الله أنا أصب الماء على هذه الخلع وأنت تفركهما بيدك فتصبغ بأي لون شاءا، فوضع النبي حلة الحسن في الطشت فأخذ جبرئيل يصب الماء، ثم أقبل النبي على الحسن وقال: (يا قرة عيني بأي لون تريد حلتك). فقال: (أريدها خضراء)، ففركها النبي صلى الله عليه وآله بيده في ذلك الماء فأخذت بقدرة الله لونا أخضر فابقا كالزبرجد الاخضر، فأخرجها النبي صلى الله عليه وآله وأعطاها للحسن فلبسها. ثم وضع حلة الحسين عليه السلام في الطشت وأخذ جبرئيل يصب الماء فالتفت النبي إلى نحو الحسين - وكان له من العمر خمس سنين - وقال له: (يا قرة عيني أي لون تريد حلتك). فقال الحسين عليه السلام: (يا جداه أريدها حمراء)، ففركها النبي بيده في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الاحمر، فلبسها الحسين فسر النبي صلى الله عليه وآله بذلك. وتوجه الحسن والحسين إلى أمهما فرحين مسرورين، فبكى جبرئيل لما شاهد تلك الحال، فقال النبي صلى الله عليه وآله: (يا أخي في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي وتحزن، فبالله عليك إلا ما أخبرتني) ؟ فقال جبرئيل: إعلم يا رسول الله أن اختيار إبنيك على اختلاف اللون فلا بد للحسن أن يسقوه السم ويخضرلون جسده من عظم السم، ولابد للحسين أن يقتلوه ويذبحوه ويخضب بدنه من دمه، فبكى النبي صلى الله عليه وآله وزاد حزنه لذلك. (1) ________________________________________ (1) - منتخب الطريحي: 121، بحار الانوار 44: 245. ________________________________________