[18] يردوا جوابا حياء من النبي صلى الله عليه وآله. فقال الحسين عليه السلام: (عن إذنك يا أباه يا أمير المؤمنين، وعن إذنك يا اماه يا سيدة نساء العالمين، وعن إذنك يا أخاه الحسن الزكي أختار لكم شيئا من فواكه الجنة). فقالوا جميعا: (قل يا حسين ما شئت، فقد رضينا بما تختاره لنا). فقال: (يا رسول الله قل لجبرئيل إنا نشتهي رطبا جنيا). فقال النبي صلى الله عليه وآله: (قد علم الله ذلك) ثم قال: (يا فاطمة قومي وادخلي البيت واحضري إلينا ما فيه)، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور، مغطى بمنديل من السندس الاخضر، وفيه رطب جني في غير أوانه، فقال النبي: (يا فاطمة أنى لك هذا) ؟ قالت هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (1) كما قالت مريم بنت عمران. فقام النبي صلى الله عليه وآله وتناوله وقدمه بين أيديهم، ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين عليه السلام فقال: (هنيئا مريئا لك يا حسين)، ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن عليه السلام وقال: (هنيئا مريئا يا حسن)، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء عليها السلام وقال لها: (هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء)، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي عليه السلام وقال: (هنيئا مريئا لك يا على). ثم ناول عليا عليه السلام رطبة اخرى والنبي صلى الله عليه وآله يقول له: (هنيئا مريئا لك يا علي)، ثم وثب النبي صلى الله عليه وآله قائما ثم جلس، ثم أكلوا جميعا عن ذلك الرطب، فلما اكتفوا وشبعوا، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى. ________________________________________ (1) آل عمران: 37. ________________________________________