[16] إليها فأعطاه إياها، فما مضى ساعة إلا والحسين قد أقبل ورأى الخشفة عند أخيه يلعب بها فقال: (يا أخي من أين لك هذه الخشفة) ؟ فقال الحسن عليه السلام أعطانيها جدي رسول الله صلى الله عليه وآله. فسار الحسين عليه السلام مسرعا إلى جده فقال: (يا أبة أعطيت أخي الخشفة يلعب بها ولم تعطني مثلها)، وجعل يكرر القول على جده وهو ساكت لكنه يسلي خاطره ويلاطفه بشي، من الكلام، حتى أفضى من أمر الحسين عليه السلام إلى أن هم يبكي، فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد، فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول الله وتضربها بأحد أطرافها حتى أتت بها إلى النبي صلى الله عليه واله. ثم نطقت الغزالة بلسان فصيح، وقالت: يا رسول الله قد كانت لي خشفتان إحداهما صادها الصياد وأتى بها إليك، وبقيت [لي] هذه الاخرى، وأنا بها مسرورة، وإني كنت الان أرضعها، فسمعت قائلا يقول: أسرعي أسرعي يا غزالة بخشفك إلى النبي (1) وأوصليه سريعا، لان الحسين واقف بين يدي جده، وقد هم أن يبكي، والملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة، ولو بكى الحسين لبكت الملائكة المقربون لبكائه وسمعت أيضا قائلا يقول: إسرعي يا غزالة قبل جريان الدموع على خد الحسين، فإن لم تفعلي سلطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك، فأتيت بخشفي إليك يا رسول الله وقطعت مسافة بعيدة، لكن طويت الارض حتى أتيتك سريعة، وأنا أحمد الله ربي كيف جئتك قبل جريان دموع الحسين على خده، فارتفع التكبير والتهليل من الاصحاب، ودعا النبي صلى الله عليه وآله للغزالة بالخير والبركة، وأخذ الحسين الخشفة وأتى به إلى أمه الزهرا عليها السلام، فسرت ________________________________________ (1) الى هنا يوجد في العوالم 17: 386 ايضا. ________________________________________