[13] وقال النبي صلى الله عليه وآله: (من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الارض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين). (1) وعاش الامام الحسين عليه السلام عصورا مختلفة، وشاهد أحداثا كثيرة مرت عليه أثناء حياته، فشاهد وفاة جده وما جرى على أبيه بعد حادثة السقيفة، وما عانته امه الزهراء عليه السلام من اغتصاب حقها والاعتداء عليها، ثم شاهد ما عاناه والده الامام علي عليه السلام في أيام خلافته من المحن والمصائب، وشارك في كافة الحروب التي خاضها والده، وبعد وفاته رأى ما كابده الحسن عليه السلام من معاوية لعنه الله، والذي أدى ذلك الى صلحه معه. وبعد هلاك معاوية وأخذ البيعة زورا لولده الفاسق يزيد، كتب أهل العراق إلى الحسين عليه السلام: أن أقدم علينا، قد أينعت الثمار واخضر الجنان، إنما تقدم على جند لك مجندة. وعند ذلك وجد الامام عليه السلام أن التكليف الشرعي يحتم عليه الخروج إلى العراق، لوجود الناصر، فبعث مسلم بن عقيل إليهم، ثم خرج هو وأهل بيته على أثره، آملا في اقامة العدل وتطبيق حكم الله في الارض. إلا أن القدر شاء أن يخون أهل الكوفة بمسلم بن عقيل، وينقضون عهودهم، فقتل مسلم رحمه الله تعالى، وحوصر الحسين عليه السلام مع أهل بيته وصحبه، ومنعوا من الماء، وطلبوا منه النزول على حكم ابن زياد، ثم مبايعة يزيد، فأبى أبو الأحرار ذلك صارخا: (هيهات منا الذلة)، أبوا هم إلا قتل الذرية الطاهرة، و كأنهم لم يسمعوا قول الرسول صلى الله عليه وآله: (الحسن الحسين سيدا شباب أهل الجنة). فقتل أصحابه، ثم قتل أولاده وأهل بيته، ثم قتل هو سلام الله عليه، وسبين ________________________________________ (1) المناقب لابن شهر آشوب 4: 73. ________________________________________